بقلم: معاذ فاروق
في خضم تغيّر الأدوار وتبدل الوجوه، يقف المجلس الجديد لجماعة سطات عند مفترق الطرق، تتقاطع فيه آمال الانتعاش المحلي مع شبح الماضي الذي ما زالت تجلياته تلوح في الأفق. هو مسرحٌ لإعادة صياغة الممكنات، حيث تتجلى في أروقة الاجتماعات وملفات المشاريع معالم رؤية قد تكون عابرةً أو راسخة، حاملةً طموحًا يتراوح بين الحذر والأمل.
إن التحركات الأخيرة، والتي تشمل قطاعات حيوية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بجوهر الحياة اليومية للمواطن، ترسم لوحة أولية تثير التساؤل حول مدى الجدية والتصميم على تجاوز الخيبات السابقة. فهل يا ترى، هي خطوات تنبض بحماس البدايات، في مسعى لإبراز صورة جديدة تروق للأعين، وتستجيب للطموحات التي طال انتظارها؟ أم أن في طياتها كوامن تعيد نسج خيوط تجربة لا تلبث أن تفقد بريقها أمام أول اختبار للثبات؟
نرى في تحركات المجلس الجديد، والتي تتسم بنوعٍ من الديناميكية في القطاعات الحساسة، إشارات توحي برغبة في تحقيق إصلاحات قد تكون صادقةً في جوهرها، وقد تكون مجرد تعبيرٍ آخر عن بريق السلطة وما يحمله من جاذبية في المراحل الأولى. هذه الديناميكية تتطلب قراءةً عميقة وحيادية لما يجري، بعيدًا عن خطابات التضخيم أو التقليل، وضمن إطار موضوعي يضع التحركات تحت مجهر التجربة والقدرة على الصمود أمام تحديات الواقع.
وربما يكمن السؤال الأكبر في القدرة على ترجمة الحماس إلى مسار مستدام، خالٍ من نوازع الذاتية ومناخات المنافع الشخصية التي أفرغت التجارب السابقة من مضمونها. فالإشكالية لا تكمن في البدايات بحد ذاتها، بل في استمرارية الرؤية وتماسكها أمام العواصف التي لا تتوانى عن الظهور عند كل منعطف حاسم.
وفي ضوء ذلك، تبقى التحركات الحالية معرضةً لاحتمالين: إما أن تكون محطةً عابرةً تكرّر سيناريوهات الانطفاء المتسارع، أو أنها بدايةٌ لصياغة نموذج مختلف، يرتكز على توازن عميق بين الوعود الفاتنة والواقع المتعثر. هنا تتجلى فلسفة التغيير، في كونها ليست مجرد خطوات متعاقبة، بل منظومة متكاملة تتطلب تضافر الأيدي وسعة الصدر، لتتجاوز سطات مرحلة الآمال المعلقة إلى مرحلة الإنجازات الثابتة.
وفي النهاية، تظل الأسئلة مفتوحة، تنتظر إجابات قد تأتي من طموحات الواقع، أو قد تذوب في متاهات التجارب المنسية. ويبقى أملنا معقودًا على هذا المجلس الجديد، بأن يحمل معه نَسَمات التغيير التي طالما انتظرناها، وأن يتجاوز أخطاء السابقين، ليكون بوصلة حقيقية تنير دروب التنمية وتُجدد عهد الثقة في إمكانية تحقيق الأفضل لسطات وأبنائها.