الرئيسية أحداث المجتمع هل تكفي سنتين لتصبح الخميسات مدينة بدون صفيح؟

هل تكفي سنتين لتصبح الخميسات مدينة بدون صفيح؟

a 9.jpg
كتبه كتب في 29 نوفمبر، 2018 - 10:48 مساءً

 

 

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي / المكتب الجهوي

 

 

تعتزم  الدولة القضاء نهائيا على مدن الصفيح في المغرب في أفق سنة 2020.لم يتبق أمام المملكة المغربية سوى سنتين على تحقيق البرنامج التنموي الكامل «مدن من دون صفيح» والمساكن غير اللائقة، الذي أطلقته سنة 2004 الذي يرمي إلى تحسين ظروف عيش أكثر من مليون و800 ألف شخص في 85 مدينة تتوسطها أحياء صفيحية بدعم من الدولة.

وقالت إحصاءات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لسنة 2015، إن المغرب احتل الرتبة الأولى عالميا في مجال محاربة مدن الصفيح، وأشاد المدير التنفيذي، خوان كلوس، بالتجربة المغربية واعتبرها تجربة رائدة تستجيب للأهداف الإنمائية للألفية، التي وضعتها الأمم المتحدة لمحاربة الفقر والهشاشة.

وتوجد بالخميسات،كباقي المدن المغربية أحزمة بشرية اضطرت للسكن بدور الصفيح،خاصة بالجهة  الجنوبية وبالضبط بأحياء ازهانة، احفور المعطي، كعبوشة، العنصر أوقلال، الرحاحلة، حدوشان، خالوطة ومن الجهة الشمالية على مستوى حي للا رحمة الصفيحي بالكامل إلى جانب دور صفيحية متفرقة بكل من دوار الشيخ وودادية ضاية نزهة ومساكن أخرى موزعة على أحياء هامشية.

وحول هذا الموضوع،تم اليوم 29 نونبر  بجماعة الخميسات،مناقشة  والتصويت  على نقطة حول قرار تخطيط حدود الطرق العامة والمرافق والمساحات العمومية بحي السعادة أحفور المعطي في دورة استثنائية .

ويهدف هذا البرنامج الذي خصص له ما بقارب  30 مليار سنتيم  الى القضاء على دور الصفيح بمدينة الخميسات،كما جاء في كلمة باشا المدينة،الذي حضر الجلسة  مأكد،أن البداية ستنطلق من حي السعادة أحفور المعطي،بسبب استعداد الساكنة المساهمة في البرنامج والانخراط فيه.

للاشارة  فحي  السعادة احفور المعطي أمام ثلاثة أنواع من الطرقات الاولى ذات المنفعة العامة جاء بها تصميم التهيئة و الثانية جاء بها تصميم إعادة الهيكلة و الثالثة تم اقترحتها من طرف الجمعيات المستعدة للانخراط في البرنامج.
لكن السؤال هو : هل سنتين كافية للقضاء على دور الصفيح بالخميسات؟

فبرغم أن مشروع «مدن من دون صفيح» مشروعًا طموحًا، إلا أن تنزيله بمدينة كالخميسات يبقى صعب للغاية للأسباب التالية:

1- أسباب انتخابية: فغالبا ما يتم اعتماد هذه الفئات كأوراق انتخابية،أو أوراق للضغط على السلطات.

2-   غياب الثقة يجعل بعض السكان  يتشبثون بالبقاء في بيوتهم الصفيحية، خاصة كبار السن، كما أن هناك من لا يقبل دفع تكاليف المنزل الجديد أو يطالب بالتخفيض منها، ما يعرقل أحيانًا السير الطبيعي لهذه العملية.

3- تناسل المنازل الصفيحية يجعل السلطات في موقع حرج أمام ضغط المنتخبين،وهو ما يخلط الأوراق وبالتالي يصبح معه من المستحيل تقديم أرقام محددة لهذه البنايات المؤقتة .

4- شراء السلم الاجتماعي يساعد في غالب الأحياء على انتشار دور الصفيح ،ويصعب المهمة على السلطات،التي تجد نفسها بين خيارين لا ثالث لهما:إما القبول بالأحزمة الجديدة والتركيز على ضبطها مقابل الأمن،أم الدخول في صراع مجهول النتائج.

وقد عرفت مدينة الخميسات،مجموعة من المبادرات التي  استهدفت الأحزمة القصديرية ،لكنها فشلت لأسباب سياسية انتخابوية  بدرجة أولى،شأنها شأن باقي المدن المغربية الأخرى،وهذا ما جعل الناطق الرسمي للحكومة مصطفى الخلفي يقول ” أن مشروع ” مدن بلا صفيح” فشل تماما، ولم ينجح في تحقيق الهدف الذي سطر من أجله وهو القضاء على 85 مدينة صفيحية، “بل إن مدن الصفيح في تكاثر وتزايد مستمر، رغم المجهودات التي بذلت والاعتمادات المالية التي رصدت للقضاء على السكن الصفيحي”.

ويبقى الحل الوحيد،هو تبني برنامج يأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات السابقة، كبرنامج إنجاز وحدات للسكن الاجتماعي منخفض التكلفة يأوي هذه الأسر في جو يضمن لهم العيش الكريم.

مشاركة