بعد خمسة أيام من القصاصة التي بثتها وكالة الأنباء الجزائرية، والتي أوردت خبر إعلام ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بقرار السلطات العليا في الجزائر استقبال اللاجئين السوريين العالقين في الحدود بين المغرب والجزائر، تحركت، أمس الاثنين، مجموعة من سيارات الإسعاف وحافلتين على الأقل في اتجاه ولاية بشار بغرض استقبال هؤلاء اللاجئين.
وعكس التصريحات التي أدلى بها، في السابق، ممثل الهلال الأحمر الجزائري، لوكالة الأناضول، بكون السلطات الجزائرية استقبلت فعليا اللاجئين المعنيين قبل أيام، وقدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة من قبل كوادر الهلال الاحمر، أكدت بعثة أمس، والتي يوجد ضمنها ممثلين عن الهلال الأحمر أن التصريحات الجزائرية لا أساس لها من الصحة، وتفندها المعطيات المتاحة على أرض الواقع.
لكن ورغم وصول هذه البعثة إلى المعبر الحدودي، بني ونيف، حسب ما تناقلته مجموعة من وسائل الإعلام الجزائرية، فإنها لم تتمكن من نقل اللاجئين المعنيين. وقال موقع جريدة الخبر الجزائرية، إن الوفد الذي كان فيه ممثلين عن منظمات دولية فوجئ برفض تسليمهم.
وفي هذا السياق، قال أبو إياد، وهو لاجئ سوري ضمن المجموعة العالقة في الحدود، إنهم لم يعاينوا أية بعثة جزائرية، قبل أن يضيف، في إتصال مع “اليوم24” “لم يصلوا إلينا”، وهو ما يضع العديد من الشكوك حول الخطوة الجزائرية.
هذا ويرى بعض المتابعين بأن السلطات الجزائرية، استقدمت البعثة المعنية وعدد من ممثلي المنظمات الدولية إلى النقطة الحدودية المذكورة، بغرض إحراج المغرب، في حالة تسليم السوريين عبر هذا المنفذ، وهو ما سيؤكد في حين حدوثه أن السوريين كانوا يتواجدون في التراب المغربي، في حين أن المغرب يؤكد تواجدهم في التراب الجزائري.
هذا وفي الوقت الذي تحدثت فيه بعض المصادر عن تناقص أعدادهم في الحدود ما دون 41، الرقم الذي كان متداولا في البداية، شنت السلطات بفكيك حملة واسعة مكنت صباح أمس، من ضبط 10 منهم كانوا قد تسللوا إلى المدينة.
وبحسب مصدر متابع لهذا الملف، فإن عدد السوريين الموجودين حاليا في الحدود هو 25 لاجئا، فيما الباقي تمكن من التسلل إلى التراب المغربي، ضمنهم المرأة الحامل التي ظهرت في “فيديو” يفحصها الطبيب المغربي، زهير لهنا.
وأبرز المصدر ذاته، أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن السوريين الـ16 الآخرين تمكنوا من التسلسل إلى التراب المغربي عبر دفعتين، الدفعة الأولى كانت قبل ثلاثة أسابيع تقريبا عندما تسللت سيدة رفقة طفلين، ثم بعد ذلك تسللت مجموعة من 13 لاجئ في أواخر ماي الماضي، ضمنهم المرأة الحامل.
وحاول الباقون التسلسل إلا أن إكتشاف السلطات المغربية للأمر دفع بها إلى إحكام المراقبة على الحدود وتكثيفها، ما أدى إلى إحباط محاولتين قادهما اللاجئين المتبقين في الحدود الأن.