تنتشر في الآونة الأخيرة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ،تيكتوك… أغلبها لأستاذات من داخل فصول الدرس سواء بالمؤسسات التعليمية الخاصة أو العامة .
هذه المقاطع المصورة تظهر فيها الأستاذة وهي تقوم بحصة الدرس داخل القسم ،حيث تتفنن في إظهار قدرتها وكفاءتها والتزامها بطرق التدريس في تجاوب تام مع التلاميذ وخاصة تلاميذ الصف الأول ابتدائي الذين يكونون في بداية تعلمهم لكتابة ونطق الحروف (ب مع الفتحة بٓ ، ب مع الظمة بُ ، ب مع الكسرة بِ …) وهي مقاطع تحصل على مئات بل آلاف المشاهدات والإعجابات وخاصة على موقع التواصل تيكتوك .
إلى هنا ،يمكن اعتبار هذه البدعة الدخيلة على أقسامنا ، بدعة محمودة ومستحبة وفيها خير يعود بالنفع على التلاميذ أكثر مما يضرهم ، لكن بالعودة قليلا إلى بداية مثل هذه الفيديوهات على مواقع التواصل وما أصبحت عليه الآن من نشر للميوعة والانحلال الأخلاقي يفرض على الجهات المسؤولة عن قطاع التربية مراقبة هذه المقاطع ووضع ضوابط لها قبل أن تخرج على السيطرة كما وقع مع ” روتيني اليومي ” .
” روتيني اليومي ” بدأ في بداياته الأولى بنشر مقاطع فيديوهات اجتماعية على قنوات اليوتيوب لبعض ربات البيوت وهن يتقاسمن مع متابعيهم ما يقمن به من أشغال منزلية يومية بشكل اعتيادي وروتيني وبطريقة محترمة لا تخرج عن النظام العام ، لكن يوما بعد يوم بدأ هذا الروتين اليومي يخرج عن السيطرة ويخرج عن الضوابط الأخلاقية ليتحول في الأخير إلى مشاهد لا أخلاقية بعدما ولجته فئات من المجتمع استغلته لكسب المزيد من المتابعين ومعهم المزيد من الدولارات .
كل شيء على مواقع التواصل الاجتماعي يبدأ عادي وبسيط ومقبول ، لكن ما ان تبدأ تختلط معه الرغبة في الحصول على المزيد من الإعجابات والمزيد من المتابعين حتى يبدأ في الخروج عن مساره الأول ويبدأ في التفنن (ومن الفن ماهو عفن ) للحصول على المزيد من المشاهدات .
الأقسام هي للتدريس والتربية على القيم ، وليس لاستغلالها في تصوير مقاطع فيديو ونشرها للعموم لكسب الشهرة وكسب المزيد من المتابعين ، فهل من مسؤول رشيد يتدخل لوضع ضوابط أو حد لهذه الظاهرة قبل أن تخرج عن السيطرة وتتحول لروتين يومي داخل الأقسام .