الرئيسية آراء وأقلام هشاشة الوضع الصحي بعمالة المضيق الفنيدق  تتطلب جرأة وإرادة حقيقية للنهوض بقطاع الصحة ومصحة النهار بمرتيل في حلة جديدة وراقية تتطلب دعما بموارد بشرية …

هشاشة الوضع الصحي بعمالة المضيق الفنيدق  تتطلب جرأة وإرادة حقيقية للنهوض بقطاع الصحة ومصحة النهار بمرتيل في حلة جديدة وراقية تتطلب دعما بموارد بشرية …

6A0109F9 CFB7 4E03 A727 BAA3FE2C4BB1.jpeg
كتبه كتب في 1 أبريل، 2023 - 6:03 مساءً

المضيق الفنيدقخولاني عبد القادر 

    يعتبر القطاع الصحي مرفقا عموميا ذا أهمية بالغة، إذ من المفروض أن يؤدي دوره في تمكين المواطنين من الخدمات الصحية، حتى يلعب دوره في تنمية المجتمع تنمية صحية وسليمة، وهذا لن يتأتى إلا بعد أن تعملوزارة الصحة ومصالحها الخارجية على تقريب الخدمات الصحية لجميع المواطنين على مستوى الوقائي والاستشفائي…

و تفعيلا لهذا المنظور أعطى السيد وزير الصحة والحمايةالاجتماعية، خالد آيت طالب، يوم 6 يوليوز 2022 ، الانطلاقة الفعلية لعمل مصحة النهاري بمرتيل، لتعزيز الوضع الصحي بالمدينة، مع تأكيده على ضرورة توفيرمختلف الخدمات وتقريبها من المواطنات و المواطنين ،وجاء تشييد هذا المركز الصحي في إطار استراتيجية تأهيل جيل جديد من مؤسسات الرعاية الصحية الأوليةباعتبارها الوجهة الأولى في مسار العلاجات واللبنةالرئيسية لتنفيذ سياسة القرب التي تعتمدها الوزارةالوصية ، في إطار الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمدالسادس، نصره الله، وتنفيذا لتعليماته السامية المتعلقةبإعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية حتى تكونفي مستوى تنزيل ورش التغطية الصحية الشاملة، تماشيامع سياسة تشييد و إعادة تأهيل وتجهيز المؤسساتالصحية العمومية.

D02C814C 5F41 4D2C 8BAD C83CC5421AF1

و في هذا الإطار جاء تشييد مصحة النهاري ، بطاقةاستيعابية قدرها 34 سريرا، وبكلفة إجمالية قدرها 89 مليون درهم ، و تتكون من وحدات خاصة بالفحوصاتالخارجية بطاقة 09 أسرة، وتشمل وحدة لأخذ العينات،وأخرى للفحوصات الطبية المتخصصة، ووحدة للترويض،ووحدة للكشوفات الوظيفية، ووحدة للاستشفاء ، و وحداتطبية تقنية بطاقة 25 سريرا، و مصلحة الأشعة، و أخرى للتحاليل الطبية، ووحدة تقنية للولادة، ومركبا جراحيا،ومصلحة للإنعاش، بالإضافة إلى وحدة للتعقيم، كما تضم مصلحة المستعجلات التي يتجلى دورها في استقبال ورعاية المرضى ذوي الحالات الحرجة، وكذلك الجرحى الذين يلجون المصحة بأنفسهم أو الذين يتم نقلهم إلى المستشفى بواسطة سيارة الإسعاف، توجد بها صيدليةومطبخ ومصبنة ومستودع للأموات ومكاتب إدارية عالية الجودة، هذا حسب التصميم و المنظور المستقبلي لهذا المركز …

3888E2A2 1168 4FB6 9966 F404BC3E71C0

والملاحظ أن افتتاح مستشفى النهاري كان غير محسوبالعواقب وذلك رغم علم المسؤولين محليا و إقليميا وجهويابالنقص المهول في الأطر الصحية، حيث يسجل خصاصا حادا في الأطر الطبية خاصة الأطباء العامون بشكل يهدد سيرورة المرفق الصحي بالشلل في ظل الضغط اليومي المتزايد على هذه المنشأة الصحية، وكذا الأطر التمريضية والتقنية في ظل ساكنة قارة تقدر بحوالي 70 ألف نسمة ،وفي ظل عدم توفر الاستشفاء وغياب الاختصاصات الطبيةوتعطل افتتاح المركب الجراحي ومجموعة من الخدمات الصحية المتخصصة، مما سيضطر معه المريض إلى التنقل والبحث عن العلاج بمدن أخرى أو بمصحات خاصة ، وعادة ما يؤدي هذا الفعل إلى فتح جبهة صراعاتواصطدام المريض مع الأطر الصحية

البقالي عبد النور الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغلين بالمغرببعمالة المضيق الفنيدق وسؤاله حول مصحة النهار بمرتيل ، نوه بهذا المشروع الصحي الهام حيث اعتبره دعامة أساسية للعرض الصحي بعمالة المضيق الفنيدق والجهة بصفة عامة مبرزا ” نعمل كأطر صحية بصفة مستمرة ومتضامنة في سبيل إنجاح هذا الورش الصحي الهام الذي يدخل ضمن تنفيذ الرؤية السامية لصاحب الجلالة لإصلاح المنظومة الصحية وتعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية، رغم مجموعة من الاكراهات البنيوية، وبصمنا على بداية ناجحة تتجسد في تقديم رزمة من الخدمات الصحية النوعية وذلك بتظافر جهود الأطر الصحية العاملة بالمصحة بنفس وطني ومهني تترجمه الأرقام والإحصائيات وانطباعات الساكنة “

مشدد نفس المصدر على ان نجاح هذا الورش الصحي رهين بضرورة مواكبة هذا العمل بتدعيم الموارد البشرية وتوفير شروط العمل والحفاظ على استقراريه الأطر الصحية ومكتسباتها وإرادة تدبيرية محليا إقليمياوجهويا، ودعم اليات التنسيق الصحي والإداري مع مختلف المؤسسات ذات الاهتمام المشترك، مطالبا بضرورة تجاوب الإدارة الإقليمية والجهوية مع انشغالات الأطر الصحية ومطالبها.

فقد كان من المفروض على وزارة الصحة والحمايةالاجتماعية الوفاء بالتزاماتها و العمل على تجهيز هذهالمصحة و كل المراكز الصحية و المستشفى الإقليمي بالمضيق بالتجهيزات الضرورية و تزويدهم بالأدويةوالمستلزمات الطبية الأساسية ، و توفير الموارد البشريةالضرورية للسهر على تقديم الخدمات الطبية والعلاجيةاللازمة، التي يجب أن تشمل ، الفحوصات الطبية العامةوالتخصصات والعلاجات التمريضية، إضافة إلى تتبعصحة الأم و الطفل و المصابين بأمراض مزمنة لاسيما داءالسكري وارتفاع ضغط الدم، و تجهيزهم  بوسائل ومعداتتقنية حديثة، يأتي على رأسها نظام معلوماتي يعمل علىتسجيل البيانات الرقمية الخاصة بالمرتفقين مما يخولللمريض الحصول على رقم استدلالي ييسر له عمليةالولوج إلى جميع المنشآت الصحية الأخرى، إذا دعتالضرورة، سواء كانت جهوية أو جامعية، فضلا عن تعزيزها بموارد بشرية مؤهلة حتى تتمكن من السهر علىتقديم مختلف الخدمات الصحية، من خلال توفير أطراطبية متخصصة، وأطباء عامين ومختصين وأطراتمريضية، وطواقم إدارية وتقنية ، لتعزيز العرض الصحيبالمنطقة، وتقديم خدمات صحية استشفائية للقرب،واستشارات طبية متخصصة، من شأنه تخفيف العبء علىالساكنة وتجنيبهم عناء التنقل إلى مراكز أو مستشفياتأخرى بعيدة عن مقر سكناهم طلبا للعلاج، على أساس أن تسهم هذه المؤسسة الصحية في تحسين ظروف اشتغالمهني الصحة العاملين بها.

وهذا ما جعل قطاع الصحة بعمالة المضيق الفنيدق في حاجة ماسة إلى دفعة قوية في سبيل تعميم ونشر التغطية الصحية، وتوفير الظروف المساعدة على اكتساب الإنسان لها، ولن يتم ذلك إلا بإعطاء الموارد البشرية الأهمية الكبرى والتفكير في الأطر الطبية وشبه الطبية وتوفير العدد الكافي من سيارات الإسعاف والتجهيزات اللازمة.

فمستشفى محمد السادس بالمضيق ، يعيش هو الآخر على وقع الكثير من المشاكل التي أدى تراكمها إلى تأزم حالة القطاع، مما انعكس سلبا في كثير من الحالات على المرضى من جهة وعلى الطاقم الطبي والإداري والتمريضيمن جهة أخرى، الشيء الذي أدى إلى تدهور خطير في الخدمات الصحية أدى ثمنها المريض غاليا، زد على ذلك ضعف الوسائل والتجهيزات الضرورية، خاصة بقسم الولادة وطب الأطفال وجناح المستعجلات، هذا الأخير الذي أصبح غير قادر على تقديم الإسعافات اللازمة ذات جودة نتيجة الاعتماد على أطباء متدربون واغراق القسم بمتدربات ومتدربون من المدارس الحصة في وضعيات غير قانونية و بدون تأطير   واسناد بعض الخدمات الصحية ل”غرباء” عن المديان الصحي تضع صحة المريض  على المحك ويعض الاطر الصحية لمسائلات قانونية ، إضافة إلى أن مشكل المداومة ليلا يشكل هاجسا حقيقيا للمرضى و طبيب المداومة على السواء بهذا المراكز الصحية، بسبب توافد على قسم المستعجلات الكثير من المرضى و المصابين بجروح خطيرة بسبب حوادث السير وغيرها، كما أنه يفتقر للأدوية و التجهيزات، زد على ذلك أن عدد المكلفين بالمداومة لا يتناسب مع المرضى الوافدين على قسم المستعجلات، في حين أن عدم وعي المريض بعدة إجراءات وضوابط إدارية تقوم بها مصالح المستعجلات في صالحه ليلا أو نهارا، تجعله عرضة لتعطيل استشفائه، وتتدهور حالته الصحية وهو في طريقه إلى مستشفى آخر .

وفي ذا السياق أكد الكاتب الجهوي على ضرورة القطع مع السياسة التدبيرية الأحادية لقطاع الصحة بعمالة المضيق الفنيدق وتكريس التشاركية ومبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وتطبيق القانون بتجرد وحيادية والتجانسالتدبيري والانصات لنبظ الهيئات النقابية المسؤولة والالتزام بمحاضر الاجتماعات معها، غير ذلك سيؤدي الى تأزم الوضع أكثر فأكثر ويهدد المسار الإصلاحي لمنظومة الصحية بشكل عام وعلى صعيد عمالة المضيق الفنيدق بشكل خاص.

مشاركة