عبد الجليل الجعدواي
هدد نور الدين الصايل رئيس مِؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة أعضاء المجلس الإداري للمؤسسة بنقل المهرجان إلى احدى المدن (البيضاء – اسفي – الرباط ) ، هذا التهديد لم يستسغه عامل الإقليم الذي اعتبر أن المهرجان هو ملك للمدينة وساكنتها ولا احد له الحق في اتخاذ قرار تحويل وجهته إلى مكان آخر .كما ان انتشار الخبر ولد نقاشا لدى الرأي العام والمهتمين والمتتبعين حول لمن المهرجان ؟؟ لخريبكة أم لنور الدين الصايل ؟؟
وحسب المهتمين ان هذا التهديد والاستفزاز الذي قام به نور الدين الصايل هو نوع من الضغط على أعضاء المجلس الإداري للمؤسسة حتى يبقى منفردا بالقرارات في تسيير المهرجان كما يحلو له دون حسيب ولا رقيب .ومحاولة منه لتغطية المشاكل الكبرى التي تتخبط فيه دورات المهرجان من نمطية وجمود نتيجة تسلطه وعدم استشارته مع اي احد ، ضاربا عرض الحائط مبادئ الديمقراطية الداخلية التي يجب ان تسود المؤسسة ،وواجب الاستشارة مع المدعمين في كل ما يهم تحسين أداء المهرجان ومردوديته وإشعاعه للسينما المغربية والإفريقية ومدينة خريبكة كمؤسسة له بفضل أبنائها البررة.
وحسب المتتبعين، فان نور الدين الصايل الذي عايش هذا المهرجان منذ ولادته كملتقى للسينمائيين الأفارقة الحالمين بمستقبل زاهر للقارة الإفريقية يعلم أن الذين يعود لهم الفضل في احتضان والسهر على استمرارية هذا المهرجان هم الداعمين كالمجمع الشريف للفوسفاط والسلطة المحلية والجماعة المحلية لخريبكة والنادي السينمائي والإعلاميين المحليين والوطنيين والفعاليات الثقافية والفنية والشركات، أما هو فقد كان مجرد حاصد للمجهودات ، لا يتذكر المهرجان ألا مع قرب دوراته ، ليأتي في ثوب المالك للشيء، الآمر /الناهي ، الحريص الحارس ، الشاكر/ الموبخ ، المانح /المانع ، المفرنس /المعرب … الكل في الكل . في حين أن كل ما يقوم به هو إلقاء كلمات فصيحة وتنشيط فقرات واغلب الوقت استجمام .فإذا ما رضي الزوار عن دورة المهرجان رضي عنها ووزع الشكر يمينا وشمالا وإذا ما انتقدوا الدورة انتقدها بأسلوب لاذع والويل لمقربيه.
وتبعا للبعض أن مع تهديد نور الدين الصايل لمهرجان خريبكة السينمائي انتهى كلامه ، وبدأ الكلام حول من هو أحق بالمهرجان نور الدين الصايل أم مدينة خريبكة ؟؟ لمن أعطيت الرعاية السامية لجلالة الملك لمهرجان مدينة خريبكة أم للصايل ؟؟ من له الحق في اتخاذ هذا القرار المجلس الإداري للمؤسسة أم للصايل حتى وان افترضنا أن القرار شرعي؟؟ ولماذا لم يقم نور الدين الصايل بنقل المركز السينمائي المغربي مدن ( البيضاء الرباط – اسفي ) عندما تمت إقالته ؟؟ لماذا لم يفكر نور الدين الصايل في الابتعاد عن رئاسة مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بعد ان أصبحت الدورات تجتر نفسها وتكرر ذاتها وتعيش على إيقاع العقم والنمطية ؟؟
وحسب بعض المصادر ان أعضاء المجلس الإداري لمؤسسة السينما الإفريقية بخريبكة امتعضوا من تهديدات نور الدين الصايل بنقل المهرجان إلى احدى المدن ( البيضاء – الرباط – اسفي )، وخصوصا عامل إقليم خريبكة الذي قد تكون له المعلومات الكافية حول الطريقة التي تتم بها تسيير الدورات ، وخصوصا الاعتمادات الحقيقية التي يتطلبها مهرجان غارق في الشكليات والجمود ، لم يتطور نحو الأحسن ، ولم يعطي الأهداف المرجوة منه في الانعكاس الايجابي على السياحة الثقافية بالمدينة وسوق الشغل، وعلى الوعي بأهمية السينما الإفريقية كمنتوج وكمادة فيلمية تعكس الواقع وتحفز على التنمية ، كما ان المهرجان أصبح لا يساير تطلعات المغرب في لعب دور طلائعي بالقارة السمراء تبعا للتوجهات الملكية بهذا الشأن .
ويرى آخرون انه إذا كانت مدينة خريبكة تركت مهرجانها في يد نور الدين الصايل كل تلك السنوات ، حتى خاله ملكا له ، فهذا لا يعني انها كانت في غفلة عنه ، وطالما ان نية تهريبه بدت واضحة ، فعلى نور الدين الصايل أن يعيد مفاتيح البيت إلى أهله .وستكون مدينة خريبكة ممتنة له .
