قلم : وليد بهضاض
قصفت اﻻمطار قرية ارشيدة الجبلية و تنكرت الطبيعة لجمالية المنطقة و دمرت رونقها، هول النكبة يضاهي حروب البيترودوﻻر،كاننا في بلدة عراقية استهدفتها صواريخ أمريكية او قرية سورية قصفتها مقاتﻻت حكومية او منطقة حوثية دمرتها طائرات”عاصفة الحزم” الخليجية.
ساعة من التساقطات الغزيرة كانت كافية لجعل قرية”ارشيدة”الجبلية منطقة منكوبة، فقد اتت الصخور على كم هائﻻ من المنازل بأثاثها و ماشيتها و فﻻحتها و حولتها الى أطﻻل و حطام ،60 دقيقة من اﻻمطار كانت كافية لتعود بموطن الشرفاء الى عهد اﻻنسان القديم و القرون الوسطى.
استوقفنا بقرية”بني اخلفتن” التابعة لجماعة “المريجة” بإقليم جرسيف،تجمهر سكاني غاضب يحتج على سخط الطبيعة و يحمل مسؤولية فيضانات الوديان و معاناته معها إلى الكائنات المنتخبة و السلطة المحلية،يحكون بمرارة و حرقة و حسرة و تذمر ما آلت اليه اوضاعهم جراء هذه الكارثة الشبه طبيعية،رئيس الجماعة”النصف ملتحي”يحاول اقناع الساكنة الغاضبة بوقف اﻻحتجاج و التراجع عنه و المحتجون يطالبون بضرورة حمايتهم من خطر الكوارث و زحف الانهار و الترخيص لهم بالبناء بعدما تكبدوا خسائر مادية جسيمة و عاشوا رعبا حقيقيا طيلة يومين عاصفين.
العدالة و التنمية هو الحزب المسير لجماعة”المريجة” و القرى و الدواوير التابعة لها،وجدنا رئيس الجماعة جد متوثر و يرتجف خوفا بعدما وجهت له الساكنة اتهامات مباشرة بالتنكر و الﻻمباﻻة و التقصير في أداء المهام،ﻻحظنا ان المتجمهرين في حالة كارثية ماديا و معنويا و السيد الرئيس و مستشاره”البيجيديان” يمتطيان سيارتان نفعيتان من مال الجماعة يتجاوز سعر البخسة منها 15 مليون سنتيم.
الساكنة تقول على ان المنتخبون حاضرون إﻻ في الحمﻻت اﻻنتخابية و غائبون في المصائب و النكائب و التساقطات الرعدية الشتوية،استقينا تصريحات المتضررين و توجهنا صوب دوار “بني قاسم” وضعنا السيارة أسفلا و انطلقنا صعودا مشيا على اﻻقدام بعدما غمرت الاحجار ما تبقى من الطريق،رافقنا طيلة مدة اﻻستقصاء و المعاينة بذات الدوار مستشار جماعي عن حزب المصباح،نصعد الجبل و هو يستشهد بآيات قرآنية ترمز إلى عقاب الرب لعباده على معصيته رغم ان الدين يؤكد أن الله إذا أحب عبدا ابتﻻه. تبين لنا ان اﻻمر جد كارثي و أتى غضب الطبيعة و انجراف التربة على العيون و السواقي و ترك بصمته على كل شيء.
حاول المنتخب ان يمرر صورة و رسالة سياسية الى الساكنة على حساب تغطيتنا اﻻعﻻمية و صال و جال بنا جل ارجاء الدوار لمحادثة الناس و معاينة الفاجعة و مخلفات”الرعدة” المدمرة،
ﻻحظت ان المستشار الجماعي يعامل المتضررين و بعض أهل الدوار معاملة سلطوية و تسلطية كأنه ولي نعمتهم رغم ان المنكوبين هم أولياء نعمته، قصف و أمر المصرحين بقصف مجلس جهة الشرق أكثر من مرة،رغم انه من المفروض عليه أن يمارس صﻻحياته و يوجه مراسلة كتابية لبني جنسه من المخلوقات السياسة المعنية رغم قبح تﻻوينها و حربائية إديولوجياتها يطالبها بالتدخل الفوري لمساعدة المواطنين و تقديم الدعم لهم و مؤازرتهم في أوقاتهم العصيبة.
سارعت العمالة الى زيارة الدواوير المنكوبة و جندت الدولة أجهزتها العسكرية و الشبه العسكرية من جيش و عناصر المياه و الغابات و الوقاية المدنية و القوات المساعدة و الدرك الملكي و السلطة المحلية من أجل مساعدة المنكوبين،وزعت مساعدات انسانية محتشمة و قليلة على المتضررين،البرلمانيان و ممثلوا الجهة و تجار المآسي و الراكبون على اﻷحداث كانوا أبرز الغائبين و حزب العدالة و التنمية تعامل بانتقائية و استهدف فقط المطبلين له و الموالين.
كانت مساعدات الدولة الغذائية جد هزيلة و حجم خسائر الساكنة جد كبيرة،تبين للمتضررين بعد الكارثة هشاشة البنية التحتية و الوسطية و العلوية و المادية و اللوجيستيكية للوطن و تجرعوا مكر السياسة و براعة الكذب و التمويه و تذوقوا طعم اﻹحساس بالتخلي عنهم و عاشوا معنى التنكر لصناديق اﻻقتراع و التي سيق بهم إليها بعد التنويم و خلط السياسة بالدين”و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين”
