الرئيسية أحداث المجتمع “ندى القلب – بين بدر وقمر”.. سيمفونية الحب والكسور في أوبيريت غنائية مبهرة للفنان محجوب أوزال

“ندى القلب – بين بدر وقمر”.. سيمفونية الحب والكسور في أوبيريت غنائية مبهرة للفنان محجوب أوزال

IMG 20250718 WA01371
كتبه كتب في 18 يوليو، 2025 - 8:48 مساءً

في عمل مسرحي غنائي استثنائي، يُحلّق الفنان المبدع محجوب أوزال في سماء الفن الراقي عبر أوبيريت “ندى القلب – بين بدر وقمر”، واضعًا بصمته الإبداعية في كل تفصيل من تفاصيل العمل: تأليفًا وإخراجًا وكوريغرافيا. إنها ليست مجرد أوبيريت عاطفية، بل تجربة فنية وجدانية تنطلق من أعماق القلب المغربي، وتعبر أفق الشرق والغرب في آنٍ واحد.

العمل الفني: حكاية قلبٍ يتقاطع فيه الحب والجراح

“ندى القلب” ليست رواية رومانسية تقليدية، بل هي أنشودة للحب الجريح، حيث يتحول الانكسار إلى جمال، والخذلان إلى تأمل. تدور أحداث الأوبيريت حول شخصية شاعرية حساسة، تجوب دروب الحب والبحث عن ذاتها، وسط صراعات روحية وعاطفية تجسّدها لوحات درامية ورقصات شاعرية آسرة.

العمل محمّل بصراع داخلي بين “البدر” الذي يُمثل المثالية والصفاء، و”القمر” الذي يرمز إلى الوجه الآخر للحب، حيث الغموض والتقلّب. بينهما، تتراقص “ندى القلب” في لحظات من الوله، الانكسار، النضج، ثم التسامي.

الكوريغرافيا: جسدٌ يتكلم لغة الروح

المبدع محجوب أوزال لا يكتفي بالكلمة، بل يجعل من الحركة الجسدية قصيدة شعر صامتة. الرقصات في الأوبيريت ليست استعراضًا فقط، بل لغة تعبيرية فلسفية، تجسّد المشاعر بأدق تفاصيلها.
اللوحات الكوريغرافية تأخذنا من أزقة فاس إلى أحلام الأندلس، ومن أعماق الروح الشرقية إلى نفَس الرومانسية الغربية، في خليط متناسق لا تشوبه شائبة.

الموسيقى: تلاقح حضارات

تعتمد أوبيريت “ندى القلب” على خلفية موسيقية غنية، حيث تتداخل أنغام العود، والبيانو، والناي، مع الإيقاعات المغربية العريقة، ممزوجة بلمسات شرقية وغربية حديثة. هذه التوليفة الموسيقية تجعل من الأوبيريت جسرًا ثقافيًا وإنسانيًا، يمسّ روح المتلقي أيًا كان انتماؤه.

السينوغرافيا والملابس: جمالية الحلم

الديكور والملابس يشكّلان عالماً بصريًا قائماً بذاته. كل مشهد يُقدَّم كلوحة فنية، مشبعة بالألوان، والرموز، والضوء، حيث تتحول الخشبة إلى مرآة لداخل النفس البشرية.
الأزياء تمزج بين التقليدي المغربي، والشرقي، والغربي، بشكل يعكس فلسفة الانفتاح والتعدد في الهوية الجمالية للعمل.

الفكرة العميقة: فلسفة الحب والكسور

لا يُخفي محجوب أوزال ميله للتأمل الفلسفي، فالأوبيريت تنطلق من سؤال جوهري:
هل يمكن للإنسان أن يحب بكماله، أم أن الحب يولد من الكسور؟
إنها دعوة صريحة للتصالح مع الذات، للاحتفاء بجراحنا كجزء من هويتنا، وللاعتراف بأن الحب لا يعيش في الكمال، بل في الصدق.

محجوب أوزال.. فنان متعدد الرؤى

بإتقانه لتقنيات المسرح، والغناء، والرقص، والسينوغرافيا، يثبت محجوب أوزال أنه فنان شمولي قادر على حمل مشروع فني ضخم بكل أبعاده.
هو مؤلف يُبدع في الكلمة، مخرج يتحكم في الإيقاع، كوريغراف يُحرّك الجسد بروح الشعر، ومفكر يُحمّل أعماله بعمق وجودي إنساني راقٍ.

🕊️ “ندى القلب”.. من المغرب إلى العالم

هذه الأوبيريت ليست فقط احتفالًا بالفن، بل هي رسالة إنسانية من المغرب إلى العالم، تدعو إلى المحبة، والتسامح، وتقدير الجمال في اختلافنا، وهشاشتنا، وصدق مشاعرنا.

مشاركة