صوت العدالة: محمد زريوح
أشاد متداخلون مغاربة وجزائريون بالدور الكبير الذي لعبه المغرب في دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. وأكد المشاركون أن المغاربة قدموا المال والسلاح واحتضنوا الثورة الجزائرية، مشيرين إلى أن هذا الدعم كان نابعاً من قناعة راسخة بوحدة المصير بين الشعبين. جاء ذلك خلال مائدة مستديرة نظمتها جريدة العالم الأمازيغي بالتعاون مع التجمع العالمي الأمازيغي ومؤسسة محمد الخضير الحموتي لحفظ ذاكرة شمال إفريقيا، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لاستقلال المغرب ومرور سبعين سنة على اندلاع الثورة الجزائرية.
تحدث خضير الحموتي رئيس مؤسسة محمد الخضير الحموتي عن تضحيات والده محند الخضير الحموتي الذي كان منزله في بني أنصار مركزاً لتنسيق العمليات بين المقاومة المغربية والجزائرية. وأوضح أن والده وفر الدعم المادي والسلاح للثوار الجزائريين وضحى بكل ما يملك في سبيل تحرير الجزائر. وأكد أن النضال المشترك كان رمزاً لوحدة الشعوب المغاربية في مواجهة الاستعمار.
رشيد الراخا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي أبرز أن جيش التحرير المغربي كان له دور محوري في دعم الثورة الجزائرية مشيراً إلى أن المغاربة رفضوا تسليم سلاحهم بعد استقلال المغرب إلى حين تحرير الجزائر. وأضاف أن النظام الجزائري يحاول طمس هذا التاريخ المشترك، معبراً عن أسفه للقطيعة الحالية بين البلدين التي تتناقض مع تضحيات الثوار من أجل الوحدة.
من جهته أكد الكاتب الجزائري وليد كبير أن المغرب ملكاً وحكومة وشعباً كان له دور حاسم في استقلال الجزائر عام 1962. وأشار إلى أن الناظور لعبت دوراً محورياً كمركز للتدريب والتخطيط للثورة الجزائرية، مؤكداً أن الشعبين المغربي والجزائري كانا جسداً واحداً في مواجهة المستعمر. في سياق متصل استنكر الصحفي أنوار مالك السياسات الحالية للنظام الجزائري التي تزرع الفتنة بين الشعبين داعياً إلى استعادة العلاقات الطبيعية وتحقيق حلم الوحدة المغاربية.
الصحفي الجزائري هشام عبود أوضح أن دعم المغرب للثورة الجزائرية لم يكن مجرد قرار سياسي بل كان نابعاً من قناعة شعبية بوحدة المصير. وأضاف أن التاريخ المشترك بين المغرب والجزائر لا يمكن محوه بسبب سياسات الأنظمة، مشيراً إلى أن الشعبين يتشاركان ماضياً نضالياً صنعته إرادة الشعوب.
دعا المشاركون في ختام اللقاء إلى تجاوز الخلافات السياسية بين البلدين والعمل على بناء مستقبل مشترك يعكس الروابط التاريخية بين الشعبين. وشددوا على ضرورة إحياء حلم الوحدة المغاربية الذي ضحى من أجله الثوار والمناضلون واعتبروه أولوية لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.