الرئيسية آراء وأقلام “نحن لسنا عربا لتقتلونا ونصمت”

“نحن لسنا عربا لتقتلونا ونصمت”

IMG 20200531 WA0085 1
كتبه كتب في 31 مايو، 2020 - 2:01 مساءً

بقلم:ذ.نورالدين بوصباع

تداولت بعض المواقع العربية ونقلا عن بعض المواقع الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية لفتات مكتوب عليها شعار “نحن لسنا عربا لتقتلونا ونصمت” في مظاهرات السود ضد الميز العنصري في أمريكا وسواء كانت حقيقية أم مفبركة ، فهذا يعني جزء من الحقيقة المرة التي تعيشها الأمة العربية وهي الأمة التي نالت من الظلم والقهر والقمع والاستبداد النصيب الأكبر والقسط الأوفر، وأنها الأمة التي لم تحلم يوما بالاستقرار و السلام أو أن تفكر في يوم من الأيام في صناعة مستقبلها، وهي الأمة التي تكالب عليها عدوان تاريخيان هما الرجعية من الداخل والامبريالية من الخارج لكي لا تحقق عزتها وكرامتها وألا تخرج من تخلفها وهزالها التاريخي، فالاستبداد الشرقي الذي عاشته الأمة العربية في ظل أنظمة استبدادية إلا في حالات قليلة من تاريخ العرب الذي عرف انفراجا سياسيا وحركة تقدمية وتحديثية محتشمة وبعض الإرهاصات للتفكير في التقدم ومسايرة الأمم المتقدمة والتي تم إجهاضها في المهد وهذا الاستبداد الذي ساهم في تشكيل مجتمع من المقهورين والمستعبدين ولعل كتابات عبد الرحمن الكواكبي في طبيعة الاستبداد معروفة في هذا المجال،وثانيا الامبريالية الغربية التي ساهمت في تمزيق الوطن العربي و جعله حدائق خلفية لسياساتها، ولعل المتتبع لما يحث في العقود الأخيرة من حروب مدمرة في المنطقة العربية نتيجة السياسات الهوجاء لبعض الأنظمة العربية ورديفتها الغربية في تدمير العراق و سوريا وليبيا ولبنان و اليمن، ليدرك أن الإنسان العربي قدره أن يكون حطب هذه الصراعات وهو الإنسان الأرخص في كل ما يجري من صراعات حول السلطة أو منابع الطاقة، وهو الإنسان الذي يقتل كل يوم آلاف المرات في زوارق الموت أو تحت عجلات الشاحنات المتجهة للضفة الأخرى بحثا عن حياة كريمة أو هو من يجازف بصغاره وأسرته هربا في جنح الظلام بين حقول الألغام من ويلات الحروب المدمرة، وهو الذي يؤدي فاتورة كل إصلاح فاشل تغتني منه عصابة الطغمة الحاكمة التي تهرب الأموال إلى الملاذات الآمنة وتستثمر في الغرب عوض دولها.
لافتات “نحن لسنا عربا لتقتلونا ونصمت” سواء كانت حقيقية أو مفبركة فهي تصدق كثيرا على واقعنا العربي الذي يطبعه التهميش والتفقير و القتل الرمزي والمادي.

مشاركة