موسم مولاي بوعزة بين عبق التاريخ وعبث العدميين

نشر في: آخر تحديث:


لوكان التاريخ والاصالة بضاعة لكانت قرية مولاي بوعزة القابعة في جبال الاطلس المتوسط من أهم أسواقها، فالقرية تتنفس اوكسجين قرون مضت وتعيش ايقاعها الخاص ؛صغيرة الحجم والمساحة ،لكنها بشساعة الحلم ورحابة التاريخ الفياض ، فهي الأصل ومنبع من منابع التسامح الروحي والوسطية والاعتدال في المغرب بل في شمال افريقيا برمته، و هي الأولى حتى في طيبة أهلها ممن يتحركون.

مولاي بوعزة كما تحمل اسم مؤسسها الولي الصالح ابي يعزى تحمل رسالته إلى الأبد، فهي محج المغاربة والمريدين فقهاء الطريقة الصوفية من كل ربوع المملكة .في أوج الموسم الديني السنوي حيث هناك لاشئ يعلو في الأجواء غير عطر المسك والبخور ولاصوت غير صوت المديح والذكر الحكيم ؛مظاهر تعكس روحانيات لامثل لها …
وليس عجيبا ان تحتضن قرية صغيرة موسما كبيرا بهذا الحجم، فهو احتفاء بالعطاء وبالتاريخ، بما تعكسه من اواصر قوية بين مختلف قبائل خنيفرة وشيوخ الزاوية البررة، كما أنها تجربة أصيلة لها خصوصية عند المغاربة عامة وساكنة خنيفرة خاصة والدليل ان نخبة وفخر علماء المملكة ينتسبون إلى الزوايا الصوفية ، هنا نقف على دور المؤسسات المختصة و على ضرورة إعادة الاعتبار للزوايا والدفع بأهلها ومريديها ومحبيها لأنها تقوم بجزء مهم مما تقوم به مؤسسة المجتمع المدني كما أن الزاوية في عمقها استطاعت ان تصلح ما افسده العدميون ، و الذي انحصر همهم الأوحد في التشويش والتضييق وتبرير فشلهم عبر الإساءة لموسم استطاع لقرون ان يحافظ ويكرس الأمن الروحي للمغاربة ، كما انه غير بعيد عنهم؛ ورغبتهم في إقصاء المنطقة والدفع بها إلى غياهب البؤس والحاجة ، ومحاولة التشهير بموسم خالد في ذاكرة المغاربة والتاريخ ؛ في قرية مولاي بوعزة حيث عانت ساكنتها على امتداد اكثر من سنتين من تداعيات وباء كورونا وما رافقها من انتظارات ساكنة القرية الطيبة والكريمة من أجل تنظيم موسمهم الابرك .

و ما يحز في النفس اننا نصحو اليوم على مراهقين حاولو ما من مرة ممارسة شذوذهم الايديولوجي الظلامي المبني على محاربة كل المبادرات الهادفة والمشاريع التي تهدف إلى النهوض بالراسمال البشري كمفتاح لأي تنمية ، تحرش مكشوف للصغير قبل الكبير هدفه الاعتداء على تاريخ أمة وحمولة انسانية فياضة، ضعاف نفوس ألفوا الاسترزاق من معاناة الساكنة ، وبيع كل ماتبقى لهم من فتات كرامتهم وجريهم وراء دعاة الكراهية والحقد .

فشكرا لكل المساعي المبذولة والروح الوطنية التي عبر الشرفاء و الحكماء وتجندهم من أجل تنظيم وانجاح موسم حظي باهتمام العالم ، والشكر أيضا لكل من نفت سمومه وحقده سواء داخل الإقليم او خارجه من طرف أناس تعودنا على صبيانتهم وعلى عدميتهم ، فالتاريخ أقوى من ان يعاكس من قبل تلاميذ ايديولوجية بائدة لا يتقنون سوى التشويش على مكتسبات الإقليم ،فهيهات تم هيهات فساكنة مولاي بوعزة باتت اكثر وعيا وافتخارا بتاريخها المتجدر في عمق التاريخ ، ولن تتنازل عن انتماءها الذي امتد لقرون وكافحو من أجله بالغالي والنفيس ، فموسم مولاي بوعزة أقوى من اي جهة مهما كانت فللبيت رب يحميه….****

اقرأ أيضاً: