تحتضن مدينة صفرو ككل سنة ومنذ قرن وثلات سنوات الإحتفاء بقيدوم المهرجانات في القارة الإفريقية ، مهرجان حب الملوك الذي صنفته منظمة اليونيسكو كتراث تقافي لامادي للإنسانية سنة 2012 ,في إضافة رمزية و شهادة عالمية لرصيد مدينة ضاربة في القدم ،
تبتهج في متونها فسيفساء من العمران التاريخي ومؤهلات طبيعية باذخة وتنوع عنصرها البشري ، بقيمه الثقافية وموروته الحضاري الذي انفتح على تعايش الديانات الثلات بها في فترة تاريخية في صورة قل نظيرها من التسامح والتعايش ، وهو ما عكسته ربما فقرات المهرجان في ما مضى من تاريخ عميق في تناوب لقب ملكة الجمال وعروساتها بين ممثلاث هذه الديانات
التي تعايشت في المدينة .
وفي كل سنة يتجدد السؤال في هذه المناسبة عن ماهية الإحتفاء بمهرجان هذه الفاكهة المضمخة بألوان المرح ، وعن خاصية هذا الإحتفال المقرون بالإحتفاء بالجمال في ثنائية تعكس تشبث ساكنة المدينة بقيم الحداثة وبتربة هذه الأرض التي نجحت بها تجربة المهندس الزراعي الفرنسي فانطالو سنة 1919 لزراعة هذه الشجرة دات الحساسية المفرطة التي تتطلب مناخا خاصا وعناية مركزة دون سواها من مناطق المغرب التي عرفت نفس التجارب في فترة الإستعمار دون أن تثمر بها “شتلاتها” ، لتحتضن تربة صفرو شجرة حب الملوك . وتجعلها تزهر وتثمر فكان المهرجان كتتويج للإحتفال حينها بانطلاق أول دورته في 1919 ، بنجاح أرض المنطقة على منح الحياة لهذه الشجرة التي يرجع أصلها إلى اليابان “الساكورا” قبل أن تتسلل إلى آسيا ، تم يعجب بها الإمبراطور الروماني لوكوس ويدخلها إلى تركيا تم إيطاليا فعدل إسمها الياباني من “الساكورا” إلى “سوريز” ففرنسا حيث ستلقب فيها هذه الشجرة التي استعملت فيها أوراقها وفاكهتها لخصائص طبية عبر التاريخ ،
ب،”حب الملوك” نسبة إلى أن الملك الفرنسي شارل الأول في القرن السابع عشر كان لا تطيب له أن يتدوق ثمارها إلا وهو متسلق فوق أغصانها.
ومن فرنسا ستستقر هذه الشجرة بصفرو بعد نجاح تجربة المهندس الزراعي فانطالو سنة 1919 ، في استبات هذه الشجرة دات الحساسية المفرطة ، والتي تتطلب درجة حرارة معينة ورعاية خاصة وتنتج أزيد من عشرين صنفا من فاكهاتها ولازال نوع من فاكهتها يحمل حتى اليوم بصفرو لقب المهندس الزراعي الفرنسي ويلقب ، بفانطالو فيما تلقب أخرى “بخد بخد ” والبيكارو وقلب الحمام والسوريزا والحجاري وأصناف أخرى تختلف في ألوانها وأدواقها .
في اليابان مسقط رأس هذه الشجرة يحتفل اليابانيون بموسم حب الملوك في نهاية مارس توقيت إنبتاق أولى براعم الشجرة، ليتأملوا أزهارها التي تأخد في خاصية مبهجة , كل يوم شكلا ولونا جديدا في رمزية للجمال المتجدد والفرح العابر.
إن الإحتفال بمهرجان حب الملوك في خاصيته الدلالية هو إحتفاء بالبيئة وإيكولوجيا المدينة وبكل شيئ جميل في متونها ، فالمهرجان كاحتفال مبهج وعابر يجب أن يرسخ بعمق تقافة بيئية والإرتباط بالطبيعة والإعتناء بها ، ومن جملتها العناية بالأشجار المثمرة بإقليم صفرو ودعم فلاحيها وأيضا أن يكون محطة للتفكير بالعناية بالبيئة و بنهر آكاي لتكون له بطاقة صحية .
إنها محطة تسائلنا جميعا حول ماهية الوجود الإيكولوجي والبيئي ومدا استعدادنا لترسيخ قيم المحافظة عليه ، وليس محطة للتسابق على توزيع مآرب المهرجان وصناعة القبح الذي أصبح يتجدد كل سنة !