صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
تستقطب المهرجانات في المغرب الجمهور الواسع، موفرة حلولا ناجعة للتنشيط السياحي وتحقيق شروط التنمية المستدامة،بل منها من تحولت الى مؤسسات مهيكلة تعمل اداراتها على مدار السنة؛ أو مقاولات ثقافية مدرة للأرباح المحترمة، وولج مجال الاستثمار فيها رجال الأعمال المحترفون، وأصبحت طرق تنظيمها وأساليب تدبيرها تدرس في كليات الاقتصاد والمعاهد المتخصصة في التسيير وتدبير المقاولات، هذا ما جعل الدولة تقدم كل الدعم لتنظيمها في مختلف الأقاليم والجماعات الترابية.
وتيفلت مدينة كباقي مدن المغرب، لها تاريخ عريق، تراث كبير، وذاكرة ثقافية لا يمكن تجاهلها، لذلك، كان من الواجب على الجماعة والمسؤوليات المحليين ، التي استطاع مجلسها برئاسة عبد الصمد عرشان ، تأهيل كل المدينة ،لدرحة باتت تضاهي باقي مدن الجهة، التفكير والاهتمام بهذا التراث اللامادي الذي تزخر به المنطقة، بالإضافة الى خلق مناسبة لتحريك الاقتصاد المحلي والتعريف بالمنطقة وتسويقها بشكل راق ومميز.
ومهرجان تيفلت الثقافي منذ أول نسخة، ساهم وبشكل كبير ولا زال في التنمية الاقتصادية والترويج السياحي للمدينة، ويعمل على تشجيع الفعل الثقافي والفني من خلال ندوات علمية ومعرض للكتاب وتشجيع مؤلفين محليين شباب،ومسرح وفن شعبي وفروسية…
وحسب تجارب النسخ السابقة، فمداخيل بعض الباعة من معاملاتهم التجارية خلال أيام المهرجان تعادل مداخيلهم خلال ثلاثة أو أربعة أشهر الموالية للمهرجان ، وهذا يضرب بقوة الاتجاه الذي يرى في المهرجانات مناسبة لتبديد المال العام ، والترف.. بل هي بالعكس أدوات للاستثمار، ولديها وقع اقتصادي ومالي على المدن والجماعات الترابية.
هذا بالإضافة إلى أن مهرجان تيفلت يعتبر واجهة للتعريف بالتنوع الثقافي الشعبي، ما يعطيه نكهة خاصة، تشكل سبب من أسباب نجاحه جماهيريا، كما أنه مناسبة لتعويد شباب المدينة من الفنانين والتقنيين والمنظمين على تحمل المسؤولية والعمل الجماعي والتعامل مع الجمهور الواسع… فهو بهذا بمثابة ورشات عملية وتداريب ميدانية للتكوين المهني والإدماج في مجالات متعددة.

