الرئيسية ثقافة وفنون مهرجان المسرح العربي في بغداد في دورته 14: ملتقى الثقافات و محضن المواهب

مهرجان المسرح العربي في بغداد في دورته 14: ملتقى الثقافات و محضن المواهب

BD5C697D CF38 45C0 BA65 1E7D0CAD5A59.jpeg
كتبه كتب في 11 يناير، 2024 - 3:46 مساءً

أميمة بونخلة

شهدت مدينة بغداد صبيحة يوم الأربعاء 10 يناير2024، والذي يصادف اليوم العربي للمسرح،انطلاق فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته 14.

B882958D EE9A 4BBA BF67 D74CC089CDF3

إلى مركز المؤتمرات الصحفية بفندق فلسطين الميريديان وسط بغداد اتجهت عيون جمهور المسرح،هناك حيث اجتمعت قامات بصمة بمداد من ذهب في تاريخ المسرح العربي،لتعلن انطلاق النسخة الأضخم حضورا و مشاركة. مؤتمرات صحفية اختيرت بعناية لتأثيت برنامج غني يخوض بنا في عوالم المسرح طيلة الفترة الممتدة من 10 إلى 18 يناير 2024.

E9B0CAB2 89C0 4BDA A7DA C91EA6EE226B

1.حين يكون لك من اسمك حظ، نضال ترفع راية النضال
“سعيدة بزيارة بغداد ورؤيتها بأبهى حُلّة”،بهذه الكلمات الحاملة لقيم المحبة والإخاء،استهلت أيقونة المسرح العربي نضال الأشقر كلمتها في الافتتاح،معبرة عن سعادتها البالغة باختيارها في هذه الدورة لإلقاء رسالة يوم المسرح العربي 2024.نضال التي لم تطأ قدمها أرض بغداد منذ حوالي 20 سنة،تعود إليها من جديد مكرمة في محفل بهيج يعكس مدى الاستقرار الذي وصلت إليه دولة العراق الشقيقة في عهد الحكومة الحالية،و التي لم تكل جهدا في دعم المحافل التي من شأنها أن تعيد الريادة الثقافية للدولة.
في معرض حديثها عن رسالة المسرح الذي تعتبره رمزا للمقاومة و نشر الجمال،تحدثت جميلة بيروت عن بداياتها في عالم المسرح،مثنية على أساتذتها الذين كان لهم فضل فيما وصلت إليه، يتقدمهم الفنان “رضا كبريت”،ومعلمة اللغة العربية التي زرعت حب الضاد فيها،الأمر الذي تعكسه فصاحتها و جمالية خطاباتها. متحدثة كذلك عن تجربتها المسرحية في بغداد،حين أسست فرقة مسرحية تضم فنانين عرب وعرضها مسرحية ( ألف حكاية وحكاية) في بغداد وبقية العواصم العربية، بمشاركة الفنانين العراقيين القديرين الراحل سامي محمد والفنان سامي قفطان من العراق،إضافة إلى فنانين من عدة دول عربية، قبل أن يلتحق بهما الفنان محمد حسين عبد الرحيم الذي حلّ بديلا عن الفنان المغربي الطيب الصديقي المنسحب من العمل لظروف خاصة.

F4824632 9FA1 4E08 9966 6D47D7B2C744
  1. “ميترو غزة” ، الوجه الآخر للمسرح
    يعتبر عرض( مترو غزة ) لفرقة مسرح الحرية بمخيم جنين الفلسطيني،من أبرز العروض المشاركة في الدورة 14،وذلك راجع للسياق الذي تعرفه مدينة غزة.هذه المدينة التي ألهمت بصمودها و مرابطتها مبدعين من مختلف الجنسيات و الديانات،وجعلتهم يوظفون ما يجيدونه من مهارات نصرة للقضية،الأمر ذاته الذي دفع بمخرج العرض الفرنسي لويشيمول لإبداع هذه التحفة الفنية،و قد جاء على لسانه في الافتتاح :”عملي بدأ من غزة منذ عشر سنوات، عندما رأيتُ صورة مكتوباً عليها ( مترو غزة ) فاعتقدتُ أنها فكاهة! لكنني بعد أعوام اكتشفتُ أنَّ هذه الصورة من معرض لفنان تشكيلي من غزة هو محمد أبو سلّ، بعد ذلك التقيتُ به واتفقت معه لتحويل هذه الصورة الى فكرة مسرحية، ولأنه كان من الصعب إنجاز المشروع في مدينة غزة ،انتقلنا الى مخيم جنين، والتقينا بالممثلين وتناقشنا معهم فقررنا كتابة المشروع، وكانت إحدى أكبر الصعوبات التي صادفتنا أن خولة ابراهيم مُعدة النص لا تتكلم الفرنسية ،وهم لا يتكلمون العربية ،فكيف سيكتبون نصا مسرحياً؟”،لكن تحدي اللغة لم يكن سببا كافيا ليجعل من الفرنسي ينأى عن خوض التجربة،بل على نقيض ذلك اعتبره محفزا أكبر و المنطلق لإبداع عمل مسرحي يدخل تاريخ المسرح العربي من أوسع أبوابه.
  2. “ثورة ” الجزائر
    في تصريح له قال مُعد النص الكاتب “هشام بوسهلة” أن العرض مدرج ضمن الفئة الرسمية للمسار الأول لمسابقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مستوحى من أعمال الكاتب الجزائري “كاتب ياسين”، إذ تم إعداد النص عن روايتهِ “الجثة المطوقة” و”الأجداد يزدادون ضراوة” حيث يقدم العرض نظرة تراجيدية تسلط الضوء على الجوانب الاجتماعية والسياسية التي تحيط بالثورات والصراعات ضد الاستعمار”.
    وتطرق لضرورة المسرح كحركة نضالية قائلاً: “بالنسبة للجزائريين المسرح طريق للمقاومة ،نعرف من خلاله معنى كلمة الحرية، وكل هذه التراكمات جعلت جيلنا يعرف مفهوم الحرية بشكله الحقيقي ،لكن بين قوسين يمكن القول أن فرقة مسرح سيدي بلعباس لها فكر خاص ولها منهج ورؤية خاصة، نعم هي شبابية لكن فيها فكر سياسي مقاوم وثوري قد يختلف كثيراً عما سواه”.
    من المرتقب أن تشهد فعاليات المهرجان خلال الأيام المقبلة عروضا مسرحية متنوعة،تمثل مختلف المدارس العربية من المحيط إلى الخليج،بالموازاة مع ندوات فكرية و معارض.
مشاركة