صوت العدالة : محمد زريوح
افتتحت فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الشرق للضحك بمدينة الناظور بندوة فكرية حملت عنوان “المهرجانات وأثرها في تعزيز السياحة”. وشهدت الجلسة مشاركة أسماء وازنة في الساحة الثقافية والمدنية، من بينهم سعيد الظريف، المندوب الإقليمي للسياحة بالناظور والدريوش، وصلاح العبوضي، رئيس جمعية سيكوديل، والفاعل المدني حكيم شملال، فيما تكفل الإعلامي بغداد صامبو بإدارة أشغال اللقاء.
شكلت الندوة مناسبة للتأكيد على أن المهرجانات لم تعد مجرد فضاءات للترفيه، بل أضحت رافعة تنموية حقيقية تسهم في التعريف بالموروث الثقافي والحضاري للناظور، وتساهم في ترسيخ صورة إيجابية للإقليم كوجهة سياحية متميزة على الصعيدين الوطني والدولي.
المداخلات ركزت على أهمية استثمار المهرجانات كآلية للتسويق الترابي والثقافي، باعتبارها واجهات للتعريف بالمؤهلات المحلية وإبراز التنوع الفني والإنساني الذي يميز المنطقة. وقد أُشير إلى أن نجاح هذه التظاهرات مرتبط بمدى قدرتها على استقطاب الجمهور وتعزيز الانفتاح على تجارب ناجحة داخل المغرب وخارجه.
كما تم التشديد على الدور المحوري للمؤسسات المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين في مرافقة هذه المبادرات، من خلال توفير الدعم اللوجستيكي والمادي، والعمل على إرساء شراكات استراتيجية قادرة على ضمان استمرارية المهرجانات وتطويرها بما يخدم التنمية السياحية.
الجانب الاقتصادي حظي بدوره باهتمام خاص، حيث اعتبر المشاركون أن المهرجانات تشكل محركاً أساسياً للاقتصاد المحلي، إذ تنعكس آثارها بشكل مباشر على قطاعات الفندقة والمطاعم والتجارة، وتساهم في خلق فرص شغل ظرفية، مما يعزز الدورة الاقتصادية بالإقليم.
ودعا المتدخلون إلى إدماج الثقافة والفنون ضمن المخططات التنموية، باعتبارها رهاناً استراتيجياً لبناء صورة حضارية متجددة للناظور، وإلى ضرورة بلورة سياسات عمومية قادرة على تثمين هذه الدينامية الثقافية والفنية.
كما أجمع المتحدثون على أن استدامة المهرجانات رهينة بتكامل الأدوار بين مختلف المتدخلين، مع اعتماد آليات للتقييم والتقويم المستمر، قصد تجاوز الاختلالات وتعزيز جودة العروض المقدمة للجمهور.
الندوة أبرزت أن المهرجانات تمثل في جوهرها منصات للتلاقي والحوار الثقافي، وفرصاً لتقوية روابط الانتماء وتعزيز الهوية المحلية، مما يجعلها أداة فعالة لترسيخ مكانة الناظور كوجهة سياحية ذات خصوصية.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الشرق للضحك، التي تنظمها جمعية الشباب المتوسطي، ستتواصل إلى غاية السبت المقبل، متضمنة عروضاً كوميدية وأمسيات فنية يشارك فيها ثلة من أبرز نجوم الكوميديا والفن بالمغرب.

