الرئيسية آراء وأقلام من يشتري صمت بنكيران؟

من يشتري صمت بنكيران؟

BBYY.jpg
كتبه كتب في 4 أغسطس، 2018 - 5:45 مساءً

 

 

صوت العدالة – اسريفي عبد السلام

 

 

ليس من العادي جدا أن يتواجد عبد الاله بنكيران في أي نشاط دون أن يسجل بعض الملاحظات أو يثير بعض القضايا، بشعبويته المعهودة.فمنذ أن تم إبعاده عن رأس الحكومة وتعويضه بالعثماني، لم نعد نسمع عن الرجل سوى أنه حي يرزق، وكأن هناك قوة خارقة تحول بينه وبين الأضواء.

هذا الصمت ، الذي يفسره البعض بالمؤامرة ، أثار نقاشا كبيرا حتى في أوساط البيجداويين أنفسهم،فالكثيرون يعتقدون أن زعيمهم سلب منهم وأبعد بشكل خطير من قبل أعضاء الأمانة العامة،المستوزرون بشكل خاص، فيما تعتقد بعض المصادر  أن الرجل يدخل في مرحلة تأمل،وإعادة ترتيب الأوراق،قد تأخذ بعض الوقت.

ومن الملاحظ، خلال الندوات التي يحظرها بنكيران،نجده يتعمد تجنب  الأضواء،ويختار أماكن بعيدة عن المنصات أو المقدمة تجنبا للأضواء الكاشفة، وهذا ما فسره البعض بوجود صفقة بين الرجل المثير للجدل والأمانة العامة، التي يسعى رئيسها الى الحفاظ على حلفائه وعدم المساس بهم ولو عن طريق البسط.

وآخر ظهور لبنكيران، كان خلال افتتاح مؤتمر الحركة يوم أمس الجمعة 3 غشت الجاري،حيث بدا هادئا ، بل رفض الجلوس بجانب قيادات الحركة، وتشبث بالبقاء قرب “الخليفة” القيادي بحزب “الإستقلال”، ولم يبدي الرغبة في الحديث بالمناسبة ، ما يعني أن هناك أمر ما يلوح في الأفق،تقول مصادر، هي إشارة الى التفاعل الإيجابي مع رغبة طرف بالعدالة والتنمية، يريد شراء صمته إلى حين اكتمال هذه الولاية، خصوصا بعد الكلام عن “أخنوش” وما تلا ذلك من أزمة سياسية وضعت رئيس الحكومة في موقف حرج أمام حليفه الأحرار، على حد تعبير ذات المصادر.

من هذا الذي يريد شراء صمت بنكيران؟ هل هو العثماني، الذي سبق وأن دخل في صراع مع أعضاء من الأمانة العامة بسبب تصريحات في حق حلفائه بالأغلبية؟ أم أن هناك جهات أخرى تضغط من أجل إسكات الرجل، الذي عرف بشعبويته التي طالما أزعجت سياسيين كبار وشخصيات نافذة؟

على كل، مهما كانت الجهة التي تضغط على بنكيران حتى يصمت، فالجناح الذي يدافع عنه داخل الحزب، يعتقد أن الزعيم لن يصمت طويلا،كل ما هناك ، أنه يسترجع قواه التي أنهكها طيلة تويله تدبير الشؤون العامة للبلاد،وأن المرحلة المقبلة، ستحمل الجديد لا بالنسبة للحزب، ولا حتى بالنسبة للحكومة والائتلاف الحالي.

هذا وأضافت مصادر دولية تهتم بالشأن السياسي الوطني، أن مرحلة بنكيران لم تنتهي بعد،فالدولة تشتغل في ظل ما تحقق في عهد الرجل،لأنه استطاع التنقيب على ملفات كانت في الماضي من الطابوهات، وكانت له الجراة على الاشتغال على قضايا طالما تجنبتها الحكومات المتعاقبة.والمتتبع لتحركات بنكيران ، يلاحظ أنه يتجنب الصحافة والصالونات واللقاءات الثنائية، وحتى الندوات الكبيرة، ما يوحي فعلا بوجود إكراه يواجهه الرجل في حياته اليومية.

مشاركة