صوت العدالة
لا احد يختلف مبدئيا أن الاحزاب والهيئات والجمعيات المدنية لها دور ريادي في تنظيم المجتمع والمساهمة في تدبير ازماته، وهو أمر يجد تأصيله في الدستور كأسمى قاعدة قانونية في للبلاد، هذه المساهمة تتجلى في تأطير المواطنات والمواطنين وتعزيز تكوينهم السياسي والنقابي والحزبي من جهة،
مع الدفاع عن نطالبهم المشروعة وحثهم على الانخراط بشكل وازن وفعال داخل هياكل المجتمع. هااادشي كامل في الحالات العادية..أما فوقت الأزمة راه كلام آخر؟!!!
وحتى نكون صادقين، فالعديد من المؤسسات الحزبية والهيئات النقابة والجمعيات إن لم نقل جلها، لم تقدم من قريب أو بعيد ما كان متوقعا منها قبل الازمة، حين كانت تتبجح بشعرات النضال، وتتشدق بالسوفسطائية المقيتة التي مرت وانتهى زمانها، للاسف هذه الهيئات على اختلاف توجهاتها ومجال اشتغالها، لم تبرح مكانها منذ التأسيس، فظلت افكارها وتوجهاتها الفكرية الاديولوجية حبيسة جماجم نخب فضلت احداث قطيعة كلية مع المجتمع، باستثناء حضور الولائم والحفلات الفاخرةطبعا ، لا لشيء إلا لإلقاء عبارات تافهة وكلمات مبعثرة مع التوقيع على دفتر الارتسامات في نهاية المطاف..هذا سميتو الطنز العكري ونضال الكارطون!!
الان وقد صرنا في المنعطف، وخيمت علينا ازمة من أعتى ما عرفه تاريخ البشرية،و في وقت كنا في حاجة ماسة اكثر من اي وقت مضى الى توحيد الجهود، وتنظيم الصفوف، بدت مجموعة من الهيئات والاحزاب على اختلاف مجال اشتغالها اكثر تشردما ووصولية وانتهازية، بل ولوحظ ان افراد المجتمع كانوا اكثر تضامنا وتنظيما وانضباطا من هذه الهيئات “لي النهار كاامل اهوما اهدرو على التضامن.. ولكن غير شعارات ديال لغة الخشب..
أذن الجائع لا تسمع الا صوتا يبشر بالخبز.. في الوقت الذي كانت فيه شرائح المجتمع تواصل تضامنها ونضالها لتجاوز الازمة، كانت النخب بين قوسين تواصل نضالها المزعوم من المنصات الافتراضية لوسائل التواصل الاجتماعي، عبر ندوات وهمية ومحاضرات سوفسطائية مبتدلة، لتبرهن ان دورها الاجتماعي في المرحلة لا يعدو ان يكون كطاحونة الهواء.. تشدق بالشعارات وتقادف ورشق لبعضهم البعض بالافكار الاديولوجية الوفاء وتتبع عثراث الخصوم.. صراحة ماكينا معنى!!!
عندما تتجاوز السفينة عرض البحر، وتخرج البلاد من الازمة الصحية الخانقة، فسنكون انذاك امام موقف المحاسبة مع من خدلوا الوطن عندما كان في امس الحاجة اليهم، لم يعملوا على تعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية العامة، وفي تدبير الشأن العام على ارض الواقع، بل مارسوا الانتهازية والوصولية في ارقى اشكالها، وعبروا ان امثالهم لا يعول عليهم بإطلاق..