بقلم : عشار أسامة
تواجه جماعة المنصورية تحديًا كبيرًا يتعلق بملف دور الصفيح، وخاصة دوار “كوبانية” الذي يضم حوالي 800 مسكن عشوائي. هذا الملف الشائك يكتسي أهمية استثنائية في ظل استعداد الجماعة لاحتضان أكبر ملعب رياضي ، والذي سيستضيف مباريات كأس العالم 2030. هذه المعطيات تفرض على رئيس الجماعة الحالي ومجلسه الجماعي وضع استراتيجية شاملة وطموحة للتعامل مع هذه الإشكالية بشكل مستدام.
فيتوقع أن ترتكز استراتيجية رئيس الجماعة على إعادة هيكلة المنطقة بما يضمن توفير سكن لائق لسكان دوار “كوبانية”. الهدف الأساسي هو تحسين ظروف عيش السكان من خلال إعادة الإسكان أو إدماجهم في مشاريع سكنية جديدة تراعي متطلبات الحياة الكريمة. تحقيق ذلك سيستلزم التعاون الوثيق مع القطاعات الوزارية المعنية، مثل وزارة إعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة، إلى جانب السعي وراء شراكات مع مستثمرين من القطاع الخاص.
و من بين الأولويات المطروحة أيضًا، تسريع وتيرة تحسين البنية التحتية في المنطقة المحيطة بدوار “كوبانية”، حيث سيتم العمل على تأهيل الطرق وشبكات المياه والكهرباء بما ينسجم مع المعايير الدولية التي تتطلبها استضافة حدث عالمي مثل كأس العالم. هذا بالإضافة إلى خلق فضاءات عامة ومساحات خضراء تسهم في تحسين جودة الحياة.
فالاستراتيجية قد تشمل أيضًا نهجًا تشاركيًا من خلال فتح قنوات حوار مباشر مع سكان المنطقة لضمان التوافق حول الحلول المقترحة وتقليل أي مقاومة اجتماعية قد تواجهها المشاريع المستقبلية. كما يتوقع أن تلعب الجمعيات المحلية والمجتمع المدني دورًا محوريًا في توعية السكان ومواكبتهم خلال فترة الانتقال إلى سكن بديل.
و ختاما فالتحدي الأكبر أمام الجماعة يتمثل في التوفيق بين الحاجة إلى تحسين صورة المنطقة دوليًا بمناسبة كأس العالم، وبين الالتزام بحل إنساني ومستدام لملف دور الصفيح. النجاح في تحقيق هذا التوازن سيسهم في جعل المنصورية نموذجًا للتنمية الحضرية المندمجة، ويضعها في مصاف المناطق الرائدة في المغرب.
