الرئيسية أحداث المجتمع ملحمة «رحلة النصر – نسخة الأطفال»… حين يكتب المسرح الذاكرة الوطنية بلغة الطفولة

ملحمة «رحلة النصر – نسخة الأطفال»… حين يكتب المسرح الذاكرة الوطنية بلغة الطفولة

IMG 20251227 WA0034
كتبه كتب في 27 ديسمبر، 2025 - 11:55 صباحًا

في مبادرة فنية وثقافية ذات أبعاد وطنية وتربوية عميقة، يحتضن المركز الثقافي بوسكورة، يوم الأحد 11 يناير 2026، على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، عرض ملحمة “رحلة النصر – نسخة الأطفال”، وهو عمل مسرحي غنائي كوريغرافي يراهن على جعل الفن جسراً حياً بين الذاكرة الوطنية والأجيال الصاعدة.
العمل من تأليف وإخراج وكوريغرافيا وسينغرافيا الفنان محجوب أوزال، ويقدَّم بأداء جماعي متميّز من تلاميذ مدرسة ابن باجة، في إطار شراكة تجمع بين جمعية المجد للطفولة والأعمال الاجتماعية، المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم النواصر، وبتعاون مع المركز الثقافي بوسكورة، ما يعكس انخراطًا مؤسساتيًا واعيًا في توظيف الفن كرافعة للتربية على المواطنة.
مسرح الذاكرة بلغة الطفل
لا تقدّم “رحلة النصر” التاريخ في قالب تقريري أو سردي جامد، بل تحوّله إلى ملحمة فنية نابضة بالحياة، تستحضر محطات مفصلية من تاريخ المغرب الحديث، خاصة مرحلة الكفاح الوطني وما تلاها من بناء الدولة الوطنية، في ارتباط رمزي بقيم الوفاء للعرش، وحدة الشعب، والتشبث بالهوية المغربية.
وتتميّز النسخة الموجَّهة للأطفال بمقاربة فنية ذكية، تُراعي خصوصية المتلقي الصغير، حيث يتم اعتماد الرمز، الحركة، الصورة، والإيقاع بدل المشاهد المباشرة، ليصبح التاريخ تجربة جمالية وتربوية في آن واحد، قريبة من وجدان الطفل، ومفتوحة على التأمل والفهم.
الرمز بدل العنف… والتربية بدل التلقين
يراهن العرض على تحويل مفاهيم المقاومة والنضال إلى قيم أخلاقية، مثل الشجاعة، الصمود، التضحية، والعمل الجماعي، دون السقوط في تمثيل حرفي للعنف. فالكوريغرافيا، والأزياء، وتكوين المشاهد، كلها عناصر تُوظَّف لخلق لغة مسرحية تعبيرية تُخاطب الحسّ الجمالي، وتُنمّي الوعي التاريخي بشكل غير مباشر.
وفي هذا السياق، يتحوّل الطفل المؤدي على الخشبة إلى فاعل ثقافي، لا مجرد ممثل، حاملاً رسالة مفادها أن الذاكرة الوطنية ليست حبيسة الماضي، بل مسؤولية مشتركة بين الأجيال.
رؤية فنية متكاملة
يبرز في العمل انسجام واضح بين النص، الإخراج، الحركة، والسينوغرافيا، حيث يقدّم الفنان محجوب أوزال رؤية مسرحية شمولية، تجعل من العرض لوحة فنية متكاملة العناصر، تُزاوج بين التعبير الجسدي، الغناء الجماعي، والإيقاع المسرحي، في خدمة مضمون وطني تربوي.
كما يشكّل إشراك الأطفال في هذا المشروع الفني تجربة تعليمية موازية، تساهم في صقل شخصياتهم، وتنمية حسّهم الإبداعي، وتعزيز ثقتهم في الذات، إلى جانب ترسيخ الانتماء للوطن.
شراكة ثقافية وتربوية في خدمة الفن الهادف
يأتي هذا العرض ثمرة تعاون بين جمعية المجد للطفولة والأعمال الاجتماعية، المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم النواصر، وبتعاون مع المركز الثقافي بوسكورة، في نموذج للشراكة الثقافية الهادفة، التي تضع الطفل في صلب الفعل الثقافي، وتؤكد أن المؤسسات التربوية والثقافية قادرة، حين تتكامل أدوارها، على إنتاج مشاريع فنية ذات أثر مجتمعي حقيقي.
موعد فني يحمل رسالة
إن ملحمة “رحلة النصر – نسخة الأطفال” ليست مجرد عرض مسرحي عابر، بل هي رسالة فنية وطنية تؤكد أن المسرح يمكن أن يكون أداة للتربية، وفضاءً لإحياء الذاكرة، ومنصة لغرس قيم المواطنة في نفوس الناشئة.
موعد فني واعد، ينتظر أن يلتقي فيه الجمهور، صغارًا وكبارًا، مع تجربة مسرحية تُجسّد كيف يمكن للفن أن يحفظ التاريخ، ويمنحه روحًا جديدة، بلغة الطفولة والأمل.

مشاركة