الرئيسية أحداث المجتمع “مع الناهة” مولود تلفزي جديد يستهلصرخته بقناة العيون

“مع الناهة” مولود تلفزي جديد يستهلصرخته بقناة العيون

IMG 20230327 WA0020.jpg
كتبه كتب في 27 مارس، 2023 - 3:59 مساءً


صوت العدالة
يتابع المشاهدون بشكل عام ، والمهتمون بالثقافة الحسانية على وجه التحديد ، بشغف كبير هذه الأيام البرنامج الثقافي( مع الناهة)، الذي تبثه قناة العيون في إطار البرامج الرمضانية ، لطريقته الفنية الآسرة وفقراته الغنية ، ومواضيعه المنتقاة بعناية ، وكذا ضيوفه الممتلكين للثقافتين الشعبية والعالِمَة ، يغطي برنامج مع الناهة وعاء زمنيا ممتدا لنحو ست وعشرين دقيقة ، مقسمة على أربع فقراتٍ ، أوكلت فيه مهمة التقديم إلى الشاعرة الغنية عن التعريف الناهة لعبيدي ، التي ذاع صيتها في مختلف المنابر المحلية والجهوية والوطنية ، والمعروفة بلسانها الحساني الفصيح ، وقدرتها على ضبط ايقاع البرامج التي تقدمها ، كما تضمن البرنامج فقرتين مهمتين اُنتُقِيَ لهما وجهانِ أدبيان لامعان ويتعلق الأمر بالأديب المخضرم محمد أمبارك يارة ، والمبدع حمزة العمري اللذين تكفلا بتقديم فقرتي الشعر والحكاية تباعا ، مما أضفى على البرنامج نوعا من التكامل والانسجام فيما بين الفقراتِ ، علاوة على ذلك كان لقيدومة الإذاعيين براديو العيون الإعلامية ليلى ماء العينين بصمة كبيرة من خلال تقديمها للروبورتاجات في مستهل كل حلقة بصوتها الإذاعي الجميل .
تقوم فكرة برنامج مع الناهة على انتقاء موضوع ثقافي ذو صبغة انتثرولوجية في حضرة ضيف من ذوي الاختصاص يميط اللثام عنه بشكل مفصل بعد ربوبروتاج في مستهل كل حلقة يكون بمثابة وضعية انطلاق و أرضية للنقاش ، ليتم تطيعم الموضوع بما شيع حوله من أشعار ونوادر تزيد المُشاهد غنىً واستفادة ، من خلال فقرتي الشعر والحكاية ، ولعلَّ ما يميز البرنامج من الناحية الفنية هو تلك الفضاءات الطبيعية المكشوفة والصور المحلقة فنيا ، حيث تُتَّخذُ كاستوديوهات خارجية ، تكسر التنميط الذي دأب عليه المشاهد في الأستوديوهات الداخلية ، زد على ذلك فإن ثلاثين ضيفا وثلاثين ديكورا مختلفا بمعدل ضيف وديكور جديديْن لكل حلقة ، أعطى للبرنامج حلة إخراجية جميلة ابتعدت به عن الاستهلاك المبتذل .
وجدير بالذكر أن البرنامج يشرف على إعداده كل من الأستاذين لحبيب عيديد و محمد مولود الأحمدي اللذين يعتبران من كبار مهندسي البرامج الثقافية الحسانية ومعديها ، ويشرفان على إعداد البرنامج الشهير سباق القوافي منذ العِقد ونصف العِقدِ تقريبا ، الشيء الذي أكسبهما خبرة واسعة في هذا المجال ، كما أن البصمة الاخراجية للبرنامج باتت أكثرمن رائعة بوجود المخرج الكبير أحمد بوشلكة مخرج الفيلم الوثائقي السينمائي ام أشكاك والفيلم الروائي وني بيك ، و المشهود له بالاحترافية والمهنية في إخراج البرامج التلفزية والأفلام السينمائية ، إذْ يُعدٌّ من أوائل المخرجين الصحراويين الذين ذاع صيتهم في هذه الربوع وحصدوا جوائز مهمة في مهرجانات وطنية ودولية كبرى .
وفي سياق متصل أشارالأستاذ محمد مولود الأحمدي أنَّ فكرة البرنامج تقوم على تقديم الثقافة الحسانية في قالب تلفزي تراعي عمق التراث الحساني في تجلياته الانتربولوجية ، وتقطع مع التنميط السطحي الذي يختزل هذه الثقافة في ماهو فولكلوري تأثيثي فقط ، لتغوص في مواضيع تلامس روح البداوة الصحراوية الصرفة وتقبض على الزمن لتطلع هذه الأجيال على تثقافة آبائها وأجدادها .
وقال الأستاذ والإعلامي لحبيب عيديد إنَّ البرنامج نتاج لعمل مشترك بين طواقم فنية وتقنية و إدارية اتسمت بالمهنية ، وراهنت على انجاح هذا الاستحقاق التلفزي من خلال تسخير كافة الإمكانات والخبرات التي تمتلكها حتى يخرج البرنامج في أبهى حلة تنال رضى المشاهد الكريم ، كما أورد أنَّ فقراتِ البرنامج راعت مقاربة النوع باعتماد امرة في التقديم وأخرى على قراءة التعاليق ، ورَجُلَيْن يقدمان فقرتين مختلفتين .
وفي اتصالنا بمخرج البرنامج السيد أحمد بوشلكة قال إنَّ البرنامج أتى ليكمل ما بدأته البرامج التلفزية الأخرى والتي أخذت على عاتقها صون هذه الثقافة العتيدة ، ووَعدَ بمفاجآت جديدة وأفكار نيرة تهم تطوير البرنامج في قادم المواعيد والغوص في خبايا الثقافة الحسانية بمهنية واحترافية عالييتن وبنفس الفريق الفني والتقني المتحمس.

مشاركة