صوت العدالة / مروان غناج
بين مئات القبور والأشجار التي تنتشر في المكان، وفي مقبرة يسكنها الأموات ويزورها الأحياء، تشق مياه المجاري طريقها، محاولة الوصول إلى بعض القبور التي تمتلئ بها تلك المقبرة, فتنبعث رائحة كريهة، يتأذى منها الإنسان والحيوان.
مقبرة سيدي مازوز التي تقع بجماعةالمعازيزإقليم الخميسات ، تعيش مأساة حقيقية، بعد أن غمرتها مياه المجاري ومخلفات المنازل المجاورة.
ليست هذه المرة الوحيدة التي تعاني منها هذه المقبرة من مثل هذا الاستهتار من السكان، بل عانت ولا زالت تعاني من المهازل المتكررة، والتجاهل المتعمد من قبل الجهات المسؤولة.
منذ حوالي عام أقدم عدد من سكان المنازل المجاورة لمقبرة سيدي مازوز بتحويل مجرى مياه الصرف الصحي إلى المقبرة، كونها المنفذ الوحيد لتلك المياه، مما دفع المواطنين في المنطقة الذين عجزوا من منع تلك التصرفات للتوجه نحو المجلس المحلي بالجماعه لوضع حد لمثل تلك الأعمال.
لم تفلح تلك التحركات لأهالي المنطقة الذين توجهوا بالشكوى إلى المجلس الجماعي والي المسؤولين بالقريه و الي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لوضع حد لمثل تلك الأعمال. وبعد مناشدات عديدة عبر الصحف، وعبر وسائل الإعلام الوطنية …
وحتى الآن ومنذ أكثر من عدة أشهر ولا زالت رائحة مياه المجاري تفوح من المقبرة وتزعج القادمين، فضلاً عن إحاطة تلك المجاري ببعض القبور التي طالب الكثير من أقرباء الموتى عبر الـ” صوت العدالة” الجهات المعنية بحماية القبور من تلك التصرفات ويجب أن تواجهها الجماعة بشدة، لأن الاستهانة بالمقابر أخطر من الاستهانة بالاحياء ، على حد تعبيرهم.
–مياه الأمطار تهدم القبور–
وكانت المقبرة على حدث ولكن قبل أكثر من 3 ثلاث سنوات، حينما قام ملاك الأراضي المجاورين للمقبرة بتحويل مجرى السيول إلى المقبرة، بالإضافة إلى أن المقبرة لم يكن لها ساقية تخرج الماء من الأرضية التابعة لها.
وبعد سقوط أمطار غزيرة وارتفاع السيول بشكل كبير، غرقت مقبرة سيدي مازوز ، وتهدم أكثر من 30 قبراً كانت مغطاة بالإسمنت، وبعضها هبطت بشكل كبير، واختفت معالمها.
وزارة الأوقاف لم تتجاوب مع ما حدث، ولم تعر ذلك أي اهتمام، من ما دفع أهالي المدفونين بإصلاح قبور ذويهم، وهو ما حدث بعد ذلك من قبل البعض، فيما ظل بعض القبور حتى الآن بلا ترميم، فيما يخشى عدد من المواطنين أن يؤدي انتهاء ملامح تلك القبور إلى قيام القائمين على المقبرة بحفر تلك المناطق مرة أخرى لدفن موتى جدد.
وللأسف فقد أصبحت المقبرة محل استهانة بحرمتها من المواطنين، دون مراعاة حرمة الميت، الذي له حق على كل مسلم. ومتى سيعي المسؤولون في المجلس الجماعي بالمعازيز وو وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية..
ذلك؟و قال شيخ الإسلام ابن تيمية «فإن قبر المسلم له من الحرمة ما جاءت به السنة، إذ هو بيت المسلم الميت ، فلا يترك عليه شيء من النجاسات بالاتفاق ولا يوطأ ولا يداس ، ولا يتكأ عليه عندنا ، وعند جمهور العلماء ، ولا يجاور بما يؤذي الأموات من الأقوال والأفعال الخبيثة ، ويستحب عند إتيانه السلام على صاحبه ، والدعاء له».