الرئيسية أحداث المجتمع مسارت تنموية سياق التأسيس و آفاق العمل

مسارت تنموية سياق التأسيس و آفاق العمل

IMG 20230211 WA0012
كتبه كتب في 11 فبراير، 2023 - 2:53 مساءً

بقلم…كريم العماري
في سياق وطني يسعى فيه المغرب إلى تطوير بنية الدولة و المؤسسات الرسمية و الفضاءات المجتمعية بعد أحداث الربيع العربي و تداعيتتها على المنطقة ،و بعد دستور 2011 و ما استدعاه من مبادئ حاكمة متعلقة أساسا بالحكامة و التدبير الديمقراطي التشاركي تبلورت أهم وثيقة مرجعية بعد دستور 11 و تمثلت في الإعلان عن تقرير النموذج التنموي الجديد الذي يعد دراسة نقدية لكل ما يتعلق بمناهج التدبير و التسيير في كل المجالات دون استثناء و جوهر ذلك كما جاء في الخطابات الملكية السامية الإنسان المغربي بكل ثقافاته و بهويته المميزة بالانتماء لعمق التاريخ و الانفتاح على الحداثة و مقتضيات التجديد و التطوير ،و ركز النموذج التنموي الجديد على تغيير العقليات لاكتساب الآليات الضرورية لتحقيق الطفرة التاريخية .
في هذا السياق الشديد الخصوصية أضحت برامج الدولة المغربية بكل مؤسساتها الرسمية و هيئاتها المننتخبة تستند على المحاور الكبرى لهذا النموذج التنموي الجديد تحت طائلة التعديل أو الرفض .
و معلوم أن مؤسسات المجتمع المدني معنية مباشرة بمواكبة تنزيل هذا النموذج في كل محاوره الثقافية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية بما يحقق التنمية الحقيقية بعيدا عن الخطابات الايديولوجية و القراءات المتسرعة .
فجاء تأسيس جمعية مسارات تنموية ملتقطا كل هذه الإشارات بعد نقاش عميق مع نخبة من الأطر و الكفاءات التي أعلنت ولاءها للوطن و خدمة المواطن ، و ذلك من خلال مشروع تنظيمي و اشعاعي طموح متمثلا في جامعات شتوية و ربيعية و صيفية تشتمل فعاليات متنوعة تستهدف كل فئات المجتمع و تولي أهمية كبير للصحة و التعليم و التربية و تسعى لتريسخ ثقافة حقوق الإنسان و المساهمة في توفير فرص الشغل و فتح نقاش مستفيض حول اللغة الأمازيغية و آليات ترسيمها و غيرها من القضايا ذات الراهنية و الأولوية
و من بين أهم مبادئ التأسيس :
الاستقلالية الفعلية عن كل الجهات و الهيئات و ضمانة ذلك تنوع انتماءات أعضائها، و تشبتهم جميعا بهوية المنظمة الذي يفرض التجرد و الالتزام بقوانين الجمعية وفق الأهداف المسطرة و الاحتكام إلى القوانين الدخلية حصرا
العمل الجاد و التخصص : لقد تنوعت تخصصات فريق العمل لتشمل كل المجالات الطبية و القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية حتى يكون التكامل و التعاون و تتحقق النتائج بجودة عالية
التدبير التشاركي : إن مواكبة تنزيل النموذج التنموي الجديد ليس بالعمل الهين ،و في غياب الامكانيات المادية و اللوجستكية سيكون العمل عبارة عن حسن نوايا و شعارات في الهواء، فكان التوجه هو بلورة شراكات مع مختلف مؤسسات الدولة و الهيئات المنتخبة من خلال العمل على تنظيم دورات تدريبية و ندوات ثقافية و فعاليات مشتركة في كل محاور النموذج التنموي الجديد ابتداء من اقليم الخميسات و انفتاحا مستقبلا على باقي المناطق و أقاليم المملكة .
الحكامة و الشفافية :
ان الطموح الكبير الذي يميز مشروع جمعية مسارات تنموية يقتضي لزوما تدبيرا شفافا لكل المقدرات وفق القوانين المعهودة ترسيخا للمؤسسة المواطنة ،و هذا المبدأ هو الفيصل و المحدد لافاق الجمعية ،و أي تهاون في التدقيق و المحاسبة سيعرض المشروع كله للاخفاف لا سمح الله .
و إجمالا فإن المشروع الذي تبنته جمعية مسارات تنموية يتفاعل مع اللحظة التاريخية بوعي و عقلانية و يطمح أن ينافس المنظمات الجمعوية الكبيرة على أرضية البرامج الناجعة التي تدقق في كل القضايا و تغنيها بالدرس و التحليل و أساسا قضية الصحراء المغربية و قضايا التنمية و الأمن و السلم من أجل وطن يتسع للجميع من خلال مداخل ثقافية و اقتصادية و اجتماعية حددتها بقصد و عناية التعليمات الملكية و الإرادة الحكومية فلنسع جميعا لحسن تنزيل هذه الأوراش الكبرى
و الله من وراء القصد و هو الهادي إلى سبيل الرشاد
محمد أبرباش رئيس جمعية مسارات تنموية

مشاركة