الرئيسية آراء وأقلام “مذكرة إلى من يهمه الأمر” اقتراحات متجددة ودعوة قائمة

“مذكرة إلى من يهمه الأمر” اقتراحات متجددة ودعوة قائمة

كتبه كتب في 4 فبراير، 2017 - 11:52 مساءً

حلول الثامن والعشرين من يناير تكون الرسالة التاريخية التي بعثها الامام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله إلى ملك المغرب محمد السادس قد اكملت سنتها السابع عشرة، الرسالة التي تقع في 35 صفحة سماها الامام رحمه الله “مذكرة إلى من يُهمه الأمر” كانت جامعة لمعاني النصح الصادق والاقتراحات الجادة والعملية لانقاد البلاد من إرث الاستبداد والفساد والتخلف فكانت دعوة صريحة إلى التوبة العمرية واسترجاع اموال الامة المأخوذة بغير وجه حق مع إقامة البيعة على أساس التعاقد الواضح بين الحاكم والمحكوم وتطهير مربع الحكم من براثين الفساد وبطانة السوء .

 

تقادم ما سمي بـ”العهد الجديد” ولم تزدد مضامين واقتراحات “المذكرة النصيحة” إلا وجاهة وصوابية، فالواقع يؤكد ما حذرت منه الرسالة من تبخر للآمال والوعود الموزعة بسخاء التي بشر بها ذاك “العهد الجديد”، تقول الرسالة: “جميلة تلك الوعود المنثورة على الرؤوس بسخاء لكن ما أبشع الخيبة حين تستفيق الشبيبة بعد حين من الأماني المعسولة على مرارة الواقع التعس. فبعد الاستعراضات والاحتفالات سيرحل الشعر المحلق في الأجواء ليحل محله النثر المثقل بالبطالة والبؤس، لن تلبث الصورة المزركشة والنية الحسنة للسلطة الرمزية الجديدة أن تخونهما الإكراهات الاجتماعية الاقتصادية والجوارح المستترة المتحفزة للاستماتة في الدفاع عن امتيازاتها والمحافظة على الظروف الممكنة لعهد الجمود”.

 

الواقع قبل التقارير المحلية والدولية يؤكد الوضع المتردي والصورة القاتمة التي يعيشها البلد على جميع الاصعدة والمجالات والتي

 

لم يعد للمبادرات الوهمية والمساحيق المزيفة القدرة على إخفاءها وستر عورتها فالواقع الذي وصفته المذكرة بـ”مستنقعنا المغربي أسِن ماؤه وفاحت رائحة عطَنه فلا نطمع في أن تنجح “إشارات” صغيرة هنا وهناك في تجفيف مائه الراكد وتفريغ وحلِه العفن ” وها هي أعلى سلطة في البلد تضطر للاعتراف بهذا عبر خطب رسمية وكذا عبر التقرير الاخير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي .

 

واقع لم يزدد إلا تلوثا وعطنا حيث ارتفاع نسبة الفقر والبطالة واتساع الهوة بين أقلية تستفيد من الريع وأغلبية ساحقة تعاني من أجل الحصول على لقمة العيش، الامر الذي يتطلب -أكثر من أي وقت مضى- الرجوع الى الحلول والمداخل الاصلاحية التي تقترحها المذكرة.

 

فلابد إذا “.. من فعل يؤسس ,فعل يمنح الشرعية لتسيير جديد للدولة ,لمنهج جديد في الحكم ,لعدالة أخرى ,لتعليم راشد ,لعدل اجتماعي يلغي الامتيازات ويقارب ويسدد بين جانبي الهوة السحيقة الفاصلة بين الحفاة العراة والسادة الذين يرفلون في النعيم”.

 

أمرٌ دونه إرادة وهمة وشجاعة “أتمنى للملك الشاب من العزم والشجاعة ما يمكنه من اقتحام هذه العقبة الكؤود وأُذَكره مرة اخرى مودعا ,كفر عن مظالم أبيك المسكين وخفف عنه الحساب العسير ,رد الى شعبك ما سلب منه تب الى الله وكفر عن خطاياك وخف ملك الملوك والله يتولى الصالحين “.

مشاركة