عبدالنبي الطوسي
شهدت مدينة بوزنيقة المغربية يومي 25 و26 أبريل من السنة الجارية ، انعقاد مجلس إدارة الرابعة والعشرين لمرصد الصحراء والساحل « OSS » الذي یشغل فيه الدكتور عبد العظیم الحافي المندوب السامي للمیاه والغابات ومحاربة التصحر منصب الرئیس للفترة 2020-2016 ، ویعتبر مجلس الإدارة مرصد الصحراء والساحل بمثابة ھیئة لصنع القرار یخضع عملھا وولایتھا للنظام الأساسي للمنظمة فھو، أي مجلس الإدارة یضم كبار المسؤولین من بعض البلدان الأعضاء، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الجھویة والإقلیمیة والدولیة. وھو یزاول وظیفة ثلاثیة الابعاد تتمثل في تنفیذ قرارات المجلس، والمصادقة على برامج وأنشطة المرصد، وأیضا تعبئة المجتمع العلمي وتحدید شركاء جدد للمساھمة في التنمیة.
ما یمیز ھذه الدورة ھو انعقادھا في لحظة محوریة تتمیز باستئناف عملیة تقییم استراتیجیة 2020 ووضع تلك المتعلقة بسنة 2030 .وكذلك مراجعة سجل الإنجازات المسجلة في سنة 2018 مع اعتماد برنامج العمل والمیزانیة الخاصین بسنة 2019 وتعدیل النصوص التنظیمیة التي تحكم مجلس الإدارة ولجنة التوجیه الاستراتیجي.
ولا تزال مھمة تعبئة شركاء جدد مساھمین في التنمیة من أولویات المجلس الاداري الداعم لإنجازات ومكتسبات مرصد الصحراء والساحل، لتعزیز عملھا في التعاون شمال –جنوب-جنوب ، لتستمر جھودھا في المنطقة كمحفز لتدبیر الموارد الطبیعیة بشكل مستدام. ھذا وتھدف ھذه الدورة إلى دراسة الوسائل الإداریة والتقنیة الممكنة لسنة 2020 لتعیین أمین تنفیذي جديد ، وبھذه المناسبة، تجدر الإشارة إلى أن استراتیجیة 2020 قد وضعت بالأساس اعتمادا على ما حققه المرصد خلال السنوات الماضیة، وأیضا تبعا للاحتیاجات التي عبر عنھا أعضاؤه، و كذا الدور الذي یجب أن یلعبه في السیاق الإقلیمي والدولي بشكل كامل.
وتأخذ استراتیجیة 2020 في الاعتبار مواءمة الأھداف العالمیة الرئیسیة ، ولا سیما أھداف التنمیة المستدامة الخاصة بأفق 2030 واتفاق باریس بشأن التغیر المناخي الذي اعتمد سنة 2015 في الكوب 21 ومبادرات مؤتمر المناخ الكوب 22 الذي عقد في مراكش سنة 2016 ، بما في ذلك خارطة الطریق التي رسمتھا قمة رؤساء الدول والحكومات الأفریقیة التي عقدت تحت رئاسة جلالة الملك محمد السادس ، والمبادرات التي تم تبنیھا ” مبادرة الاستدامة والاستقرار والأمن او مایعرف ب3S ،والمبادرة الافریقیة للتكیف المعروفة ب A Tripleبالإضافة إلى تلك المتعلقة بالجدارالأخضر الافریقي العظیم ، وبحیرة تشاد ” .
ھذا ومنذ انتخابه على رأس مرصد الصحراء والساحل سنة 2016 ، دعم المغرب ھذه المنظمة بشكل كبیر لتفعیل برامجھا والتأثیر على الساحة الدولیة. ففي اجتماع مجلس الإدارة الذي عقد سنة 2017 بواغدوغو ، عمل المغرب على إدراج استراتیجیة المرصد في إطار رؤیة شاملة وعالمیة للتنمیة المستدامة وإطلاق مشاریع جدیدة ، بالإضافة إلى دعم تلك التي كانت قد بدأت قبل سنة 2016.
وتجدر الاشارة أن مرصد الصحراء والساحل عبارة عن منظمة دولیة أسست سنة 1992 و تتخذ من تونس العاصمة مقرا لھا وتظم ثلاثة وعشرین بلدا افریقیا ( الجزائر-الكوت دیفوار-جیبوتي-بوركینافاسو- شبھ جزیرة الرأس الأخضر -مصر-إریتریا-اثیوبیا-غامبیا-غینیا بیسو- كینیا-لیبیا-مالي-موریطانیا-نیجر-نیجریا-أوغاندا-سینیغال-صومال-سودان-تشاد-تونس والمغرب)وسبعة بلدان غیر إفریقیة (فرنسا- ألمانیا- إیطالیا- بلجیكا- لوكسمبورغ-سویسرا وكندا)، بالإضافة الى منظمات محلیة افریقیة ومؤسسات أممیة ومنظمات غیر حكومیة.
وتتلخص مھمة ھذه المنظمة في دعم البلدان الأفریقیة الأعضاء للتدبیرالمستدام لمواردھا الطبیعیة في ظل التغیرات المناخیة الانیة الصارخة ،وذلك عن طریق الاستثمار في تنفیذ الاتفاقیات المتعددة الأطراف بشأن التصحر والتنوع البیولوجي وتغیر المناخ وتشجیع المبادرات الإقلیمیة والدولیة المتعلقة بالتحدیات البیئیة في أفریقیا، •وتحدید المفاھیم وتنسیق المناھج والطرق المتعلقة بالتدبیر المستدام لموارد الأراضي والمیاه وتغیر المناخ.ولأجل ذلك، تعتمد ھذه المھمة على تحقیق المعرفة ونقلھا وبناء القدرات مع زیادة الوعي بین جمیع أصحاب المصلحة والمعنیین.و یتم تمویل ھذه الأنشطة والمشاریع عن طریق مساھمات البلدان الأعضاء ومنح وتبرعات من شركاء التنمیة.
وقد قام مرصد الصحراء والساحل بتعزیز ودعم العدید من المبادرات التي ساھمت في تطویر العدید من الاجراءات المتعلقة بالتدبیر الحدودي للموارد الطبیعیة .كما عمل منذ تاسیسه على تطویر التضامن والتعاون بخصوص موارد المیاه في مجال نشاطاته التي تشمل تلك المتعلقة بالصحراء ، وبلدان شمال إفریقیا وغرب إفریقیا وشرق إفریقیا.(IGAD)
وعلى اعتبار ھذا المرصد یلعب دور المبادر و المیسر والمسھل للشراكات العلمیة والتقنیة بین البلدان التي تتقاسم موردًا مشتركًا، فقد أتاح تطویر المعرفة وإنشاء آلیات مشتركة للتدبیر والتشخیص المشترك للمخاطر وإمكانیة تطویر الاستخدامات. ومن ثم، فإن حصول المرصد على جائزة «الحسن الثاني العالمیة للمیاه” سنة 2012 ، یعتبر كمكافأة على مجھوداته المبذولة لتدبیر الموارد المائیة المشتركة.
كل ھذه الإنجازات قد مكنت المرصد من أن یصبح منظمة معترف بھا في مجالات حمایة وتدبیر ورصد الموارد الطبیعیة، وكذلك معالجة قضایا المیاه الجوفیة العابرة للحدود في أفریقیا. وبفضل أكثر من 25 سنة من الخبرة في تدبیر ھذه الموارد، اكتسب
مرصد الصحراء والساحل ثقة العدید من شركاء التنمیة بما في ذلك بنك التنمیة الأفریقي، والبنك الدولي وصندوق البیئة العالمي، ومرفق البیئة للتعاون ( (BMZ ، والتعاون السویسري ( (DDC العالمیة الفرنسي، وصندوق المناخ الأخضر، وصندوق التكیف الألمان ، وھو ما مكن من اعتماد المرصد في یولیوز 2013 ، كمؤسسة تنفیذیة جھویة لصندوق التكیف، وفي أكتوبر 2017 كرابع وكالة إقلیمیة إفریقیة للإنجاز من طرف صندوق المناخ الأخضر ( (GCF.