صوت العدالة :عبدالقادر خولاني.
لا يكاد يمر يوم دون ان نصادف مقال صحفي أو تدوينة في مواقع التواصل الاجتماعي و التي تتناول موضوع الهجرة السرية ، سواء من خلال التحدث عن محاولات التسلل التي يقوم بها مجموعة من الشباب و الاطفال القاصرين الى مدينة سبتة المحتلة والتي تمجد المحاولات التي نجح اصحابها في الوصول الى الثغر المحتل، او من خلال انتقاد واتهام المسؤولين بحسن نية او بنية مبيتة خدمة لأجندة عدائية أنهم هم السبب في هذا الوضع بل وتحميلهم المسؤولية لحالات الغرق في صفوف المهاجرين السريين، وذلك عبر الادعاء زورا ان المدينة تسودها حالة من البؤس و الفقر والحرمان تدفع بالشباب الى “الهروب من الوطن” في اتجاه الفردوس الاوروبي.
مما يخلق في ذهن المتلقي خصوصا القاصرين قناعة أن العيش في هذا البلد مستحيل وان الخلاص يكمن في الوصول الى الضفة الاخرى للانعتاق من التهميش و “الحكرة” حسب ادعائهم دائما، وهذا يزيد في تأجيج الوضع و إدخال اليأس في صفوف الشباب للدفع بالمزيد منهم وخاصة القصر للمقامرة بحياتهم.
و التساؤل الذي يطرح نفسه بحدة هل بالفعل ما يتم نشره على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي حقيق أم افتراء و تضليل و كذب ؟
و هل جميع المرشحين للهجرة السرية ينحدرون من مدينة الفنيدق؟
ألا يجب على الاسر أن تتحمل مسؤوليتها في تربية أبنائها ومراقبتهم و عدم تشجيعهم على الهجرة السرية؟
ألا يجب على المدرسة أن تقوم بدورها الأخلاقي و التربوي في توعية و تأطير الاطفال وتقوية مناعتهم ضد الخطاب التيئيسي و العدمي؟
كما يجب على المسؤولين المحليين ومختلف الضمائر الحية من صحفيين مهنيين و مدونين موثوقين و ارباب اسر مسؤولين وجمعيات ومجتمع مدني واساتذة مؤثرين ان يعملو يدا في يد لتكوين جبهة داخلية قادرة على حماية شبابنا و أطفالنا من العدمية وتفتح أعينهم امام الافاق المعقولة و المضمونة لمستقبل افضل.


