الرئيسية غير مصنف «محمد السادس.. حين تتحول الرؤية إلى إنجاز والمستقبل إلى واقع

«محمد السادس.. حين تتحول الرؤية إلى إنجاز والمستقبل إلى واقع

8cfe053e a252 4bad 98ac 509a4259c28b
كتبه كتب في 22 أكتوبر، 2025 - 9:17 مساءً

استقبل جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، أبطال المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 20 سنة، بعد فوزهم التاريخي بكأس العالم. غير أن هذا الاستقبال لم يكن مجرد تكريم رياضي عابر، بل رسالة ملكية سامية تختزل فلسفة قيادة، ورؤية مستقبل، ومشروع وطن يؤمن بأن التفوق يصنع بالإرادة والاجتهاد لا بالصدفة.

لقد جسد جلالة الملك مرة أخرى جوهر الرؤية السامية التي تصنع الإنجاز، حين حوّل هذا الحدث الرياضي إلى مناسبة وطنية للتقدير والتحفيز، وإلى درس إنساني في الاعتراف بالمجهود وتشجيع الطاقات الشابة التي تشكل عماد مغرب الغد. فاستقبال “أشبال الأطلس” داخل القصر الملكي هو تأكيد على أن المملكة المغربية في ظل القيادة الملكية الرشيدة لا تحتفي بالنتائج فقط، بل تثمّن المسار والجهد والانضباط والعمل الجماعي.

إن هذا التكريم السامي يعكس العناية الخاصة التي يوليها جلالته للشباب والرياضة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في بناء مغرب المستقبل. فمنذ اعتلاء جلالته العرش، تحولت الرياضة من مجرد نشاط ترفيهي إلى مشروع وطني استراتيجي، يقوم على الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير الأكاديميات، وصناعة الأبطال، في انسجام تام مع فلسفة تنموية تجعل الإنسان محور كل إصلاح.

وفي العمق، فإن هذا الاستقبال هو احتفاء رمزي بالأمل المغربي، حيث لا يُستقبل لاعبون فقط، بل يُحتفى بجيل كامل من الشباب الذين جسدوا قيم المثابرة والانتماء وروح الفريق. لقد رأى فيهم جلالة الملك صورة الوطن حين يؤمن بنفسه، وحين يجعل من التحدي فرصة، ومن الاجتهاد طريقًا إلى المجد.

كما يحمل هذا الحدث بعدًا تربويًا عميقًا، إذ يقدم جلالة الملك درسًا في القيادة الحكيمة: النجاح لا يُحتفل به لأجل النتيجة، بل لأجل القيم التي أنتجته – قيم الانضباط، والإصرار، والعمل الجماعي، والإيمان بقدرات الشباب المغربي. ومن خلال هذه اللفتة الملكية السامية، تتجدد الثقة في الجيل الصاعد، وتتكرس القناعة بأن الرهان على الشباب هو الرهان الأذكى والأجدى لمستقبل الوطن.

لقد برهنت الرؤية الملكية المتبصرة مرة أخرى على أن الرياضة ليست مجرد ميدان للتباري، بل مدرسة لتكوين المواطن، ووسيلة لبناء مجتمع يؤمن بالاستحقاق ويكافئ الموهبة، ويجعل من التفوق قاعدة لا استثناء.

في مغرب محمد السادس، لا مكان للأعذار، بل للفرص فقط. ومن يبدع يجد التقدير، ومن يجتهد يجد التكريم، ومن يرفع راية الوطن يجد يداً ملكية حانية تضعها على كتفه فخرًا واعتزازًا.

✍️ موقع صوت العدالة

مشاركة