الرئيسية غير مصنف محمد الزربي.. الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالراشيدية ومسار قاضٍ جسّد روح القانون

محمد الزربي.. الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالراشيدية ومسار قاضٍ جسّد روح القانون

IMG 1697
كتبه كتب في 25 أغسطس، 2025 - 11:14 مساءً

بقلم عزيز بنحريميدة

يُعتبر الأستاذ محمد الزربي، الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالراشيدية، واحداً من الأسماء القضائية البارزة في المغرب، وأحد أهرام العدالة الذين راكموا تجربة غنية وتركوا بصمات واضحة في مسيرة القضاء الوطني. فمنذ تخرّجه، اختار أن يكون خادماً للقانون وحاملاً لرسالة القضاء في أبهى صورها، مؤمناً بأن العدل ليس شعاراً يرفع فقط، بل ممارسة يومية تتجسد في القرارات والأحكام وطريقة التدبير.

ينتمي الأستاذ الزربي إلى جيل القضاة الذين جمعوا بين التكوين الأكاديمي الرصين والعمق الفقهي والقانوني. تقلّد عدداً من المسؤوليات القضائية التي صقلت خبرته وأبرزت صلابته في الدفاع عن استقلال القضاء ونزاهته. وقد عُرف خلال مساره بقدرته الكبيرة على التسيير الحكيم للمؤسسات القضائية، وهو ما أهّله ليحظى بثقة المجلس الأعلى للسلطة القضائية وتكليفِه بمسؤولية رئاسة محكمة الاستئناف بالراشيدي

لا يُنظر إلى الأستاذ محمد الزربي كمسؤول إداري فقط، بل كقاضٍ فقيه قانوني بامتياز. فقد ساهم بتكوينه ومعرفته في إغناء النقاشات القانونية والفقهية داخل الجسم القضائي، وظل حريصاً على تطبيق روح النص القانوني قبل حرفه، وعلى جعل العدالة أداة لحماية الحقوق وصون الحريات، وليس مجرد مسطرة شكلية.

يصفه زملاؤه ومرتفقوه بأنه قاضٍ نزيه شديد الحرص على إحقاق الحق. فهو يجسد في سلوكه اليومي صورة القاضي الصارم في تطبيق القانون، وفي الوقت ذاته الإنسان البشوش والمتواضع الذي يسعى إلى تسهيل سبل العدالة أمام المتقاضين. وقد ساهمت هذه الصفات في بناء علاقة متميزة مع كل مكونات العدالة من محامين وموظفين وضباط شرطة قضائية، حيث يسود الاحترام المتبادل والتقدير الكبير.

إلى جانب صفاته المهنية، يتميز الأستاذ الزربي بحضوره الإنساني الذي يترك أثراً طيباً في كل من يلتقيه. فهو منفتح على النقاش، منصت جيد، ويحرص على أن يكون القدوة الحسنة للقضاة الشباب الذين يرون فيه نموذجاً يحتذى به في النزاهة والجدية وحسن التدبير.

لقد استطاع محمد الزربي أن يجعل من محكمة الاستئناف بالراشيدية مؤسسة قضائية يُحتذى بها من حيث الانضباط وحسن التنظيم والتعامل المسؤول مع الملفات. وستظل بصمته راسخة في ذاكرة القضاء المغربي باعتباره قاضياً فذاً، ورئيساً أول جمع بين قوة الشخصية وعمق الفقه، وبين الحزم في حماية القانون واللين في معاملة الناس.

وهكذا، فإن الحديث عن الرئيس الأول محمد الزربي هو في الواقع حديث عن جيل كامل من القضاة الذين اختاروا أن يخلدوا أسماءهم في سجل العدالة المغربية بمداد النزاهة والجدية والتفاني، ليكونوا بحق حراساً لبوابة القانون ووجه العدالة المشرق.
اسم محمد الزربي سيظل حاضراً في ذاكرة القضاء المغربي كأحد أهرامه، ليس فقط بما قدمه من اجتهادات وأحكام، ولكن أيضاً بما بثه من قيم إنسانية ومهنية في نفوس كل من اشتغل إلى جانبه أو وقف أمامه. قاضٍ آمن بأن العدالة ليست قوساً من خشب داخل المحكمة، بل هي سلوك يومي يترجمه التواضع، النزاهة، والوفاء للمبادئ

مشاركة