الرئيسية أحداث المجتمع مجال الحقوقي ببنسليمان بين تألق وتملق

مجال الحقوقي ببنسليمان بين تألق وتملق

IMG 20241001 WA0033
كتبه كتب في 1 أكتوبر، 2024 - 1:36 مساءً

بقلم : عشار أسامة

مدينة بنسليمان، الواقعة في قلب جهة الدار البيضاء-سطات، تشهد تطوراً ملحوظاً في المجال الحقوقي على مستوى جمعيات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية. هذه الديناميكية بدأت تبرز بشكل أوضح خلال السنوات الأخيرة، مع تزايد التفاعل بين الفاعلين الحقوقيين والسلطات المحلية. غير أن هذا المشهد لا يخلو من التحديات، حيث يعاني أحياناً من اختلاط التألق بالتملق.
ففي هذا صدد سنتطرق لمعنى تألق و تملق في مجال الحقوقي

فجمعيات الحقوقية ببنسليمان تلعب دوراً محورياً في نشر ثقافة حقوق الإنسان والتوعية بالمفاهيم القانونية بين المواطنين. من خلال ورشات عمل، ندوات، وحملات تحسيسية، تسعى هذه الجمعيات إلى تعزيز الوعي بأهمية الحقوق المدنية والاجتماعية، خصوصاً في قضايا مثل التعليم، الصحة، الحق في السكن، وحقوق المرأة والطفل.
فالعمل الحقوقي ببنسليمان يتسم بالنزاهة لدى عدد من الفاعلين الذين يبذلون مجهودات كبيرة للدفاع عن الفئات المهمشة والمحرومة. هذه الجهود تُكلل أحياناً بنجاحات ملموسة، إذ تمكن بعض النشطاء من تحقيق مكاسب اجتماعية وقانونية لفائدة المواطنين، سواء عبر الضغط على السلطات لتحسين الخدمات أو من خلال الترافع القانوني أمام المحاكم.

ورغم هذه النجاحات، فإن المجال الحقوقي ببنسليمان ليس بمنأى عن بعض الممارسات السلبية. هناك من يستغل العمل الحقوقي لأغراض شخصية أو لتحقيق مكاسب مادية وسياسية. بعض الفاعلين يظهرون بمظهر المدافعين عن حقوق الإنسان، لكنهم في الواقع يسعون إلى التقرب من المسؤولين أو تحقيق مصالح ضيقة.

فمثل ما يوجد تألق هناك التملق الذي يظهر في مناسبات عديدة، من خلال خطابات تبدو في ظاهرها داعمة لقيم العدالة والإنصاف، لكنها في جوهرها تسعى لإرضاء جهات معينة أو تحقيق مصالح ذاتية. هذا النوع من السلوكيات يضعف ثقة المواطنين في العمل الحقوقي ويزيد من تعقيد التحديات التي يواجهها المجال.

لكن للمضي قدماً، يحتاج المجال الحقوقي في بنسليمان إلى مراجعة بعض الممارسات وتنقية الساحة من الدخلاء الذين يسيئون لصورة حقوق الإنسان. يجب أن يكون هناك وضوح أكبر في الأهداف والمبادئ التي يتبناها الفاعلون الحقوقيون، كما يجب تعزيز الشفافية في العمل.
فعلى المجتمع المدني أن يلعب دوره في مراقبة أداء المنظمات الحقوقية والتنبيه إلى أي انحراف عن المبادئ الأساسية. كما يجب أن تستمر جهود التكوين والتوعية لضمان وجود جيل جديد من الحقوقيين النزهاء الذين يعملون بإخلاص لخدمة المجتمع.

و ختاما يبقى الأمل معقوداً على أن تسود قيم التألق في المجال الحقوقي ببنسليمان، وأن تُقلص مظاهر التملق، لصالح مجتمع أكثر عدالة وإنصافاً.

مشاركة