الرئيسية أخبار وطنية متى تعود سطات إلى بريقها الفلاحي والسياحي؟ دعوة لإحياء تراثها وجذب الاستثمار.

متى تعود سطات إلى بريقها الفلاحي والسياحي؟ دعوة لإحياء تراثها وجذب الاستثمار.

IMG 20250312 WA0067
كتبه كتب في 12 مارس، 2025 - 6:34 مساءً


صوت العدالة- عبدالنبي الطوسي

تعد سطات واحدة من المدن التي تمتلك إرثا ثقافيا وسياحيا كبيرا، فقد كانت تعرف سابقا بـ “خزان المغرب للحبوب” بفضل الأراضي الخصبة التي تميزها، مما جعلها نقطة محورية في مجال الفلاحة، ومع ذلك، فإن اقليم سطات الذي كان يحظى بمكانة بارزة في تاريخ المغرب الثقافي والسياحي، يواجه تحديات في استعادة هذا الرصيد، الذي يمكن أن يشار إليه على سبيل المثال موسم الغليمي الذي يعد حدثا تراثيا وثقافيا بارزًا، بالإضافة إلى معرض الحبوب والصردي الذي جمع الفلاحين والمزارعين من مختلف أنحاء المغرب، حيث كانت المدينة تعرف توافد الزوار من مختلف المناطق، بما في ذلك وزير الفلاحة سابقا “عزيز أخنوش” ، مثل هذه المعارض والمواسم كانت تمنح المدينة دفعة قوية على مستوى الاقتصاد ، فضلا عن أنها ساهمت في تسليط الضوء على التراث الزراعي والثقافي الذي تتمتع به المنطقة.
إلى جانب ذلك، تحتوي سطات على مناطق سياحية تاريخية وجغرافية تستحق الاهتمام، مثل “السلطان الاكحل” و”قصبة بولعوان” و”عيون تاغية”، التي تعد وجهات سياحية تاريخية وطبيعية، مما يجعلها قادرة على أن تصبح نقطة جذب للمسافرين، فضلاً عن ذلك، فإن “سلالة الصردي” التي تعد من أهم سلالات الخيول في المغرب، تعتبر جزءا من الثروة المحلية التي قد تلعب دورا كبيرا في تعزيز السياحة الفلاحية والتراثية.
لكن يبقى السؤال الكبير المطروح اليوم: هل هناك من يعيد لسطات بريقها الثقافي والسياحي؟ هل ستتمكن المدينة من استعادة مكانتها وتنظيم فعاليات سنوية تستقطب الاستثمار المحلي والدولي، وتساهم في خلق فرص العمل؟
إن سطات اليوم تحتاج إلى استراتيجيات واضحة تتكامل فيها مجالات التراث والسياحة والاقتصاد الفلاحي، وهي مسؤولية ملقاة على الفاعلين والمنتخبين على الأقل إحياء موسم الغليمي و معرض الحبوب والصردي للحصول على الخطوة الأولى نحو استعادة تلك الواجهة الثقافية والسياحية التي طالما ميزت سطات، كما أن تنظيم فعاليات سنوية تسلط الضوء على الأنشطة الفلاحية والتراث الثقافي للمدينة يمكن أن يشكل قاعدة للنهضة الاقتصادية ويجذب الاستثمار السياحي، مما يعزز مكانة سطات كمركز اقتصادي وثقافي في المغرب.
مرة أخرى، تبقى الكرة في ملعب المسؤولين المحليين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين في المدينة، الذين عليهم الاستثمار في ثروات سطات الطبيعية والثقافية، والعمل على تطوير بنية السياحة القروية، والاهتمام بفعاليات يمكن أن تعيد لهذه المدينة المكانة التي تستحقها.

مشاركة