صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
مع بداية اللقاء،اعتقد الجميع،أن المنتخب المغربي،سيحسم الأمر في كنشاسا ،في ذهاب مواجهته لمنتخب الكونغو الديمقراطية ،في الدور الثالث الحاسم من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022. ،لتواضع مستواه ، حيث تراجع منذ الوهلة الاولى للوراء،يراقب تحركات اللاعبين،ويدافع عن مرماه،مع مرتدات خجولة.
لكن،الذي حصل،هو أن فريقنا الوطني،رغم التاريخ،والأسماء التي تلعب في صفوفه،لم يستطيع الحفاظ على الوتيرة،بل،عجز في كثير من المرات،حتى الوصول الى مربع عمليات الخصم،او حتى الحصول على أخطاء في مربع المنافس،ما يؤكد عدم وجود النجاعة والقتالية،التي رأيناها اليوم مع منتخبات كل من الجزائر ومصر وحتى تونس.
الوضع هذا،كان يفرض على المدرب ومساعديه البحث عن الخلل داخل التشكيلة الرسمية،ومعالجة ما يمكن معالجته،خاصة بعد تسجيل الهدف الأول على بونو بواسطة اللاعب يوان ويسافي الدقبقة 12 من الشوط الأول،من خلال إجراء بعض التغييرات على تموقع اللاعبين،وتحرير البعض الآخر ،لإعطاء نفس جديد للمباراة.لكن،السيد وحيد،كعادته،بدا تائها،مصدوما،ينتظر ،أن تنقذه بعض التمريرات أو بعض الهجمات على قلتها.
وكان الحظ في صفنا،لما أعلن الحكم عن ضربة جزاء،كان بإمكانها أن تغير مجرى اللعب،بل وتقضي على حلم “الفهود”بعقر دارهم،لكن،السيد وحيد،رغم ادعائه،أنه يعلم ما لا يعلمه الصحافة بالمغرب، أعطى تنفيذ ركلة الجزاء للاعب ريان ماي،الذي أضاعها،وأرسلها لاصطياد الحمام،وهنا يمكن أن نسأل السيد المدرب،ألم يكن هناك خيارات أخرى من غير ريان؟ألا يستطيع حكيمي ترجمة الركلة لهدف؟ وكذا النصيري وآخرون كثر بالمنتخب…على كل،ضاع الهدف،وضاع معه حلم الانتصار في قلب كنشاسا..ليظهر بعد ذلك، الضياع الحقيقي للفريق فوق رقعة الملعب، لا وسط الميدان يحتكر الكرة،ويفرض على الخصم التراجع وارتكاب الأخطاء،ولا أجنحة قادرة على ايصال الكرة للنصيري ثم بعده الكعبي،خطوط متباعدة،رتابة في الأداء، كرات بدون عنوان،…ما أعطى للخصم الفرصة في تهديد مرمى المنتخب المغربي في كثير من المناسبات لولا براعة ياسين بونو المصاب.
وتأتي الدقبقة 77 ،ليسجل البدبل طارق تيسودالي هدف التعادل بعد هدية من الكعبي،ليسترجع المغاربة الأنفاس،وعيونهم على هدف ثان،أمام منتخب في المتناول،وهذا كان بتطلب فطنة لمدرب محترف،يستبق الأمور،يقحم أسماء جديدة،قادرة على تقديم الاضافة،وإخراج أخرى،عجزت عن تقديم ما عليها من واجبات حيال الوطن( ماسينا ، عمران لوزا،سامي ماي، أملاح،ريان ماي،النصيري.)،وبدا جليا،أن السيد وحيد عاجز عن اتخاذ القرار،بل ولأول مرة يرجع لمساعديه لتلقي الفتوى،ظهر مضمونها في تغييرات،كان أهمها إخراج النصيري وتعويضه بالكعبي،الذي انقذ ماء وجه المغاربة بتمربرة للبديل عدلت كفة اللقاء بهدف لكل منتخب في انتظار واقعة البيضاء،الثلاثاء 29 مارس الجاري بالبيضاء.
خلاصة اللقاء،تعادل عادي في مباراة جد عادية،غابت عنها الفعالية،النجاعة،القتالية،التي عرفتها المباريات الأخرى، والسبب، عدم جاهزية بعض الاسماء التي لا زال يتشبث بها السيد وحيد رغم ضعفها، عدم إشراك أسماء أخرى كان بإمكانها تغيير مجرى اللعب،على سبيل المثال ( بوفال)،لما يتمتع به من مهارات فردية،وندية،وقتالية،خطة اللعب،والاعتماد على خمسة لاعبين في وسط الميدان،أبانت عن فشلها،بل تسببت في اكتظاظ سلبي،غير نافع، ما كان يضطر معه المدافعين للاعتماد على الكرات العالية في اتجاه منطقة الخصم،انتهت في معظمها في يد الحارس،أو خارج الميدان.
على كل،فالسيد وحيد ،هو المسؤول الأول عن التشكيلة وخطة اللعب،ربما له تصور آخر ،يجهله حتى كبار محللي الرياضة في العالم،حقق التعادل في مباراة الذهاب،في انتظار مباراة الاياب،التي ستلعب بالدار البيضاء،وأمام 60 ألف متفرج،للذهاب لقطر،كما وعد الجمهور المغربي.
ونتمنى ان يستفيق السيد وحيد،الذي نتمنى له كل التوفيق في مباراة الاياب من حلمه القديم،ويعلم أن الكرة الحديثة تعتمد النجاعة،القتالية،المغامرة،لعب كل الاوراق،الاعتماد على لاعبين جاهزين، الفطنة الكروية،لتجنب المفاجأة،وبالتالي تحقيق الفوز،والتأهل لنهائيات قطر .