كثيرا ما نسمع عن التحذير من المنهج التكفيري و اتباعه، و ان هؤلاء يكفرون المسلمين او الموحدين خلافا لما جاء به الخالق.
و لا ننسى ما سببه التكفيريون و أصحاب الدعوة والتبليغ، والسلفية الجهادية من خراب العقول و تدمير بعض البلدان، و ارهاب و تخويف الشباب خاصة.
كانت هذه نبذة صغيرة قبل الدخول في الموضوع.
خلق الله تعالى البشر على سطح الأرض من أجل إعمارها وعبادته ،لذلك فإنّ الفطرة السّليمة التي جُبِل عليها البشر هي حبّ الخير، والسِّلْم، والاستقرار، ونبذ العنف، والكراهية، والحروب، لكن نتيجةَ طمع الإنسان وتغلغل الأحقاد في النّفوس البشريّة ظهرت المُؤامرات والحروب والصّراعات، ممّا أدّى إلى زعزعة السّلم في العالم.
اكيد انه في بلدنا و الحمد لله لا نعاني من مشكل الطائفية و تقبل الاخر ، لان المغرب عرف منذ قديم الزمان بضمه لكل الأديان و الطوائف، و كبر المغاربة معا يهود و مسلمين و نصارى، دون التفكير في ديانة الاخر، و هذا كان واضحا في خمسينات و ستينات القرن الماضي، في المغرب و مصر و تونس و اغلب الدول العربية، لم يكن هناك فرق لا في اللباس و لا في الاحتفالات، كان كل شيء جميل و بسيط،السينما راقية الممثلات يلبسن ما يردن، نساء في الشارع بتنانير قصيرة دون ان يزاحمهن احد، رجال محترمون ببدلات مرتبة،ببساطة الظروف وقتها كانت جميلة و سلام يعم القلوب و تحضر يسكن العقول،رغم انعدام وسائل التواصل و القنوات التلفزية.
التساؤل هل كان اجدادنا و آباؤنا لا يفقهون في الدين؟؟؟هل كان الناس كفارا؟؟؟
اكيد لا و الف لا، كانو إنسانيين و متحضرين، هذا ما انعدم و فُقد الان.
منذ دخول التكنلوجيا و مواقع التواصل الاجتماعي و القنوات المدمرة، التي لم يحسن شبابنا التعامل معها ،و بدل الاستفادة و محاربة السيئ منها،تشبع بافكار و تقاليد دخيلة على مجتمعاتنا كاللباس الافغاني و النقاب ، مع ان لباسنا التقليدي لا يقل سترة و لا احتراما، اصبحت مناظر غريبة تجول في الشوارع و وجوه غاضبة مكتئبة كأنهم بعثوا من أهل قريش، يحرمون و يحللون ما يريدون، شباب ينقطعون عن الدراسة لكي يعملون على عربات العصير و غيرها شابات صغيرات يتزوجن بشيوخ في سن آبائهم …، كل شيء اصبح غريبا و دخيلا علينا.
يعلمون اولادهم ان النصراني و اليهودي كافران و يجب ان يقتلا، و كل من لا يطلق لحية او من لا ترتدي برقعا يعتبر كافرا، و نسوا قول الله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) الآية 62 سورة البقرة.
ما نريده الان هو ان لا يعيش اولادنا ما عشناه من هذه النظرات المحطمة و الإرهابية ، و ان يعم السلم و السلام على الاقل فيما بيننا، و نعيش في بلدنا على ما عهده اجدادنا من تحضر، كل العالم يرغب في التقدم الى الامام ، و انا ادعوا ان نرجع للقرن الماضي… ربما تجدون كلامي ليس منطقيا لكن للاسف لم ار في المستقبل ما يعجب، و اتمنى ان تعيش ابنتي حياة امي الهادئة.
ما بين الأمس واليوم
كتبه Badr كتب في 3 مايو، 2018 - 8:50 صباحًا
مقالات ذات صلة
9 يناير، 2025
” مكاسب الدبلوماسية الملكية الحكيمة تكريس لتسريع وتيرة الطي النهائي لملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية “
بقلم الأستاذ/ الكاتب الحسن لحويدك رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب. بناء على العديد من المعطيات ، شهدت [...]
8 يناير، 2025
مستوصف تراست … 10 صباحا انتهى العمل ،و المرفق محجوز
رشيد أنوار / صوت العدالة مجرد الوقوف امام باب المستوصف الصحي بحي تراست التابع لجماعة انزكان ” من اغنى جماعات المغرب ” تجد نفسك في حيرة هل فعلاانت انسان قبل ان تكون مواطن !! اكتضاض وتدافع للحصول على رقمك الذي يخول لك الاستفادة من حق الصحة ، وشرف لقاء طبيب ، وان لم يحالفك الحظ في الحصول على رقم قبل الأربعين ، او عدد محدد حسب مزاج الطبيب و حالته [...]
6 يناير، 2025
العلاقات الاجتماعية: هندسة النجاح الخفية
.بقلم…معاذ فاروق حين نتأمل الحياة في عمقها، ندرك أن الإنسان ليس مجرد كائن عابر في محيطه، بل هو نسيج من [...]
5 يناير، 2025
لماذا لا نقرا ، والمستقبل سوف تقوده الشعوب القارئه ؟؟
بقلم..محمد الموستني قد نطرح السؤال التالي لماذا لا نقرا ؟ اليس لدينا الوقت لنقرا؟ ام لا نريد ان نقرا؟هذا السؤال [...]