الرئيسية آراء وأقلام مايسة سلامة الناجي.. بين مغامرة الاستقلال السياسي وحسابات العالم الافتراضي

مايسة سلامة الناجي.. بين مغامرة الاستقلال السياسي وحسابات العالم الافتراضي

68a952397221459d138b5ccb2f034783
كتبه كتب في 30 أكتوبر، 2025 - 11:31 صباحًا

بقلم: عبد السلام اسريفي

أعلنت الإعلامية والناشطة المعروفة مايسة سلامة الناجي انسحابها من حزب التقدم والاشتراكية، مبرّرة قرارها بالرغبة في الترشح كمستقلة خلال الانتخابات التشريعية المقبلة.
وفي منشور مثير للجدل، كشفت مايسة أن قرارها يأتي رغم غياب الدعم المؤسسي للمترشحين المستقلين فوق 35 سنة، مؤكدة عزمها على “دعم كل من يتقاسم معها قيم العدالة الاقتصادية والحريات الفردية”، عبر مبادرة تهدف إلى تجميع المستقلين الحداثيين داخل البرلمان.

هذا الإعلان فتح باب التأويل على مصراعيه:
هل تتجه مايسة فعلاً إلى خوض مغامرة انتخابية مستقلة في وجه آلة حزبية تقليدية تتحكم في الترشيحات والتمويل؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه موقفاً احتجاجياً ضد منطق الزبونية الحزبية والتنافس الداخلي حول التزكيات، خاصة في حزب يعرف دينامية نسائية قوية؟

الرهان على قوة المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي يطرح بدوره سؤالاً آخر:
هل تكفي شعبية العالم الرقمي لتحويل “الإعجابات” إلى أصوات انتخابية في صناديق الاقتراع؟
فقد أثبتت التجارب السابقة أن المسافة بين “التفاعل الافتراضي” و”التمثيل الواقعي” ليست قصيرة، وأن البريق الإعلامي قد يخفت أمام صرامة الميدان الانتخابي.

وفي حال قررت مايسة خوض التجربة فعلاً، تبقى أسئلة البرنامج الانتخابي معلقة:
ما طبيعة التصور الذي تحمله حول “العدالة الاقتصادية والحريات الفردية”؟
هل تسعى إلى تأسيس تيار جديد للمستقلين الحداثيين داخل البرلمان، يشكل بديلاً ثالثاً بين اليمين واليسار؟
أم أن الهدف هو تجديد الخطاب السياسي وإعادة الاعتبار للمواطنة خارج الأطر الحزبية التقليدية؟

في كل الأحوال، يبدو أن مايسة سلامة الناجي اختارت أن تغامر خارج الأسوار الحزبية، في محاولة لإعادة تعريف العلاقة بين المواطن والسياسة، مستندة إلى جمهور واسع من المتابعين يترقب خطواتها المقبلة.
لكن السؤال الأهم: هل تكفي الجرأة الرقمية لتخوض معركة انتخابية حقيقية؟

مشاركة