الرئيسية آراء وأقلام ماموقع اللاعب المحلي بعد هذا المونديال؟

ماموقع اللاعب المحلي بعد هذا المونديال؟

IMG 20180623 121402 1.jpg
كتبه كتب في 27 يونيو، 2018 - 1:15 مساءً

 

يوسف ناسيك / صوت العدالة

ذهبت الكثير من التعليقات حول مشاركة المغرب بمونديال روسيا الى ترسيخ قناعة باننا وجدنا المنتخب المثالي، وان اللاعب المغربي القادم من اروبا هو الاجدر بحمل القميص الوطني بالنظر لنضجه وجاهزيته تكتيكيا وبدنيا وحتى تقنيا.

كنت اود ان اناقش الامر في خضم المونديال لانني اعلم ان اغلب الاراء يغلب عليها الحماس والاندفاع خاصة بعد العرض الجيد الذي قدمته النخبة ضد اسبانيا.

انما فضلت ان اتريث حتى ينتهي المونديال وتهدا جذوة الحماس والانفعال. حقيقة لا احد يمكن ان يجادل في مردود النخبة الوطنية خاصة في جانب القتالية والسخاء البدني والذهني طوال ال90 دقيقيقة من كل لقاء.

واعترافنا بعطاء لاعبي المهجر لا يجب ان يرسخ لذينا فكرة خاطءة مفادها ان اللاعب المحلي ناقص ولا يستطيع مجاراة منافسة من حجم كاس العالم. خاطءة لعدة اسباب منها:

* اللاعب المحلي لا يحضى بنفس فرص الاعداد والمعسكرات التي تتوفر للاعبي المهجر مع المنتخب الاول.
* اللاعب المحلي لا يحضى بنفس الاغراءات والمكافءات المالية عند التاهل لمسابقة ما.
* اللاعب المحلي يعيش حالة احباط نفسية بالنظر لقفل باب المنتخب في وجهه. مما يلغي لذيه اية رغبة في التطور والاجتهاد. ويفقد اللاعب الكثير من الثقة بامكانياته.

وقد يقول قاءل ان الايقاع الذي لعب به رونار يصعب على اللاعب المحلي ان يسايره.
في رايي ان مسالة الايقاع المرتفع فرضه رونار بالنظر لمحدودية الممارسين باروبا. هو يعلم بانهم ناقصين تقنيا لذلك لعب على الجانب البدني والقتالي من خلال الضغط على حامل الكرة والتدخلات القوية احيانا. لو كان يثق في تقنية اللاعبين للعب بثقة وهدوء تاركين الكرة تجري اكثر من اللاعبين. ويهيءون الفرص بهدوء ويفاجىءون الخصم بهدف او اهداف. مثال: منتخب اروغواي. كولومبيا. بلجيكا. فرنسا.

مسالة اختيار اللاعب المحلي هي ليست مسالة اعتباطية ومناسباتية ترمي من خلالها بلاعب او اثنين لاخذ التجربة وسط مجموعة لاعبين محترفين يحملون عقلية وتربية مختلفة. وان كان الجميع يتوحد في حمل نفس القميص ونفس العلم الوطني، الا ان العقليات المختلفة تصنع الفرق وتخلق التكثلات.

الاعتماد على المحلي هي مسالة قناعة واستراتيجية رياضية يجب ان يحمل مشروعها وزير الشبيبة والرياضة ورءيس الجامعة باعتباره مشروع دولة. والدولة هي التي يجب ان تفرضه على الناخب الوطني.

سياسة الاعتماد على المحلي سبقتنا اليها دول عربية مثل تونس وخاصة مصر وحققت بها القابا قارية يستحيل علينا اليوم ان نحققها مثلها عدديا. اخر الامثلة منتخب ايران حقق نتاءج احسن منا بلاعبين محليين.

قوة المنتخبات اليوم تعتمد على العمل المتواصل وتكوين كثلة فريق تتجاور عناصره في تجمعات متقاربة لتحقيق الانسجام المطلوب. انسجام معنوي لتقوية الاحساس بالجو العاءلي والاخوي. وانسجام تقني وتكتيكي لاستيعاب كبير للاوتوماتيزمات. وبعد ذلك لا شيء يمنع من اضافة عنصرين او ثلاثة من الخارج من العيار الذي يمكن ان تضعه في اية منظومة فينصهر فيها بيسر وسهولة.

قد يختلف معي الكثيرون وقد يظنون خطءا انني ضد اللاعب الممارس باروبا وضد مصلحة المنتخب. انما اود ان يتذكر المغاربة مثلي ان:
-اللاعب المحلي هو من جعل اربعة فرق مغربية تتاهل لدور المجموعات افريقيا.
-المحلي هو من جعل فريقا مغربيا يحصل على العصبة السنة الماضية.
-المحلي هو من شارك في مونديال الاندية واقصى ابطال الكونكاكاف والليبرتادوريس.
– المحلي من دون اسمه بمداد من ذهب في كل المشاركات المونديالية السابقة: حمان. الغزواني. خيري. البهجة. الشاوش. بصير. هل نتوفر اليوم على محترف يقدر ان يقوم بمراوغة هواءية في المربع على طريقة شابو لمدافع ف وينزل عليها من سماها لماها ويماركي.

الله يسمح لينا من المحلي. المنظومة الكروية كلها تظلمه اليوم من وزارة الرياضة وجامعة وناخب وطني.
فلماذا نشارك نحن ايضا كجمهور في هذا الظلم ؟.

هل ننسى بسرعة ان هذا المحلي هو من نعول عليه كل نهاية اسبوع لكي يفرحنا وفي نهاية الموسم لكي يهدينا الالقاب.
لماذا نعيش حالة انفصام بين الكرة التي نعيشها داخل الوطن ونحس بها كل احد، وبين المنتخب الوطني الذي يمثل احد تجليات الاحساس بالوطن والوطنية؟ من يفرض علينا هذا الانفصام؟ اما ان الاوان ان نعيش داخل النخبة الوطنية ذلك الامتداد الطبيعي لكل المشاعر الرياضية التي نعيشها كل احد داخل كرتنا في البطولة.
كيفما كان مستواها هي بطولتنا وهم لاعبونا فلمن نتركهم؟مرة اخرى الله يسمح لينا من اولادنا المحليين.

مشاركة