الرئيسية أحداث المجتمع ماذا لو لم يصدر الاتحاد المغربي للشغل بلاغ التنديد بادماج CNOPS في CNSS ؟

ماذا لو لم يصدر الاتحاد المغربي للشغل بلاغ التنديد بادماج CNOPS في CNSS ؟

IMG 20240923 WA0053
كتبه كتب في 24 سبتمبر، 2024 - 9:13 صباحًا

امحمد العزاوي/ الكاتب الوطني للجامعة الوطنية لقطاع الداخلية ا م ش

مناسبة هذا السؤال الاستنكاري هو عدد من التعليقات على البلاغ او التي كانت تفاعلا مع تدوينة كنت قد نشرتها، تتحامل وتلقي باللوم على قيادة الاتحاد المغربي للشغل، وكأن المسؤول على تدمير المكتسبات هو القيادة النقابية وليس الحكومة، وهذا خطير جدا .

تبدو النقاشات حول الأوضاع الاجتماعية والتراجع عن المكتسبات في المغرب معقدة وتتطلب تفكيرًا عميقًا خصوصا امام التطورات المتسارعة اليوم على جميع الاصعدة . ومهم جدا تسليط الضوء على كيفية تاثير الاتحاد المغربي للشغل، على الأحداث الراهنة.

فتأثير بلاغ الاستنكار والرفض لمشروع القانون الخاص بإلغاء صندوق منظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS) ، جلي وواضح و كان حاسما في دفع باقي الاطراف الى اتخاذ موقف الرفض .

فحين اتخذ الاتحاد المغربي للشغل موقفًا صريحًا واضحا، فهو قام بدور ريادي في استمالة المنظمات الاخرى وتعبئتها ضد التراجعات المتضمنة في مشروع القانون وحفّزها على اتخاذ نفس الموقف ، حيث تناسلت عدد من البيانات مباشرة بعد صدور البلاغ. وقد استقبل هذا الموقف بترحيب كبير من طرف مختلف شرائح الموظفين .

فلو لم يصدر هذا البلاغ ، كان في حكم اليقين ان عدد من الاطراف والشركاء لن يتمكنوا من اصدار موقف لعدد من الاسباب نتفهمها وليس هذا مجال للتفصيل فيها . فكان بامكان تمرير المشروع ان تكون له عواقب وخيمة وسيسرع من وتيرة وشهية الحكومة بتنزيل باقي التراجعات وفي مقدمتها الغاء صندوق التقاعد وادماجه ايضا بنفس الشكل في CNSS . مما يُبرز أهمية موقف الامانة الوطنية والتي تقتضي منا الاشادة والتنويه به .

ان القاء اللوم على النقابات سيزيد من اضعاف منسوب الثقة في هذه المنظمات التي نحن في امس الحاجة اليها وفي مقدمتها ا م ش لرفع الضرر والظلم الاجتماعيين . وهذا طبعا لن يخدم سوى مسلسل الهجوم وتصحير المكتسبات .

إن إطلاق النقاش حول أهمية المقاومة والتضامن بين القوى المختلفة في المجتمع يُعتبر اساسيا ، فالادوار التي تلعبها النقابات يمكن أن تكون الفاصل بين الحفاظ على حقوق العمال والتراجع عنها، وهذا يتطلب تضافر جهود المناضلين والمناضلات والوعي بالمسؤوليات، لتجميع كل القوى من اجل الرد لا تفريقها وتجزيئها . فمن خلال هذا لا يسعنا الا ان ننوه جدا بموقف المجالس الادارية للتعاضديات وتنظيمات مستخدمي الكنوبس والتعاضديات التي حذت حذو الموقف المهم للاتحاد .

وعلى سبيل الختم ، يتضح ان موقف الاتحاد المغربي للشغل حاسم في التصدي لمحاولات التراجع، وهذا لا يكفي حتى نكون واقعيين ، فنجاحه مستقبلا في التصدي للتراجعات يتوقف على دعم وتعاون وبعصبية جميع القوى المحسوبة على الصف العمالي والديموقراطي ، ورص صفوف القوى المنتجة وجميع من يسعى الى مغرب للعدالة الاجتماعية والديموقراطية .

مشاركة