تحول الحفل الختامي للدورة العشرين من مهرجان “موازين إيقاعات العالم”، الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، إلى مشهد من الفوضى والارتباك التنظيمي، ما أثار غضبا واسعا بين الجمهور والمتابعين، وأعاد الجدل حول قدرة المهرجان على الحفاظ على سمعته كأكبر تظاهرة فنية بالمغرب.
ورغم الإقبال الكبير على منصة “النهضة” بالعاصمة الرباط منذ ساعات مبكرة من مساء السبت، وجد الآلاف من الحاضرين صعوبة في ولوج الفضاء المخصص، وسط طوابير مكتظة واختناق مروري طال محاور رئيسية بالمدينة. وتحدث شهود عيان عن غياب أي تصور لتنظيم حركة الدخول، وافتقار التغطية الأمنية واللوجستيكية للفعالية المطلوبة، ما جعل كثيرين يصفون محيط الحفل بـ”الفوضى العارمة”.
وفي داخل المنصة، تسببت كثافة الحضور وسوء التهوية في حالات إغماء، استدعت تدخل فرق الإسعاف مرارا، ما فاقم من حالة التوتر وسط الجمهور. ورغم صعود شيرين عبد الوهاب إلى المنصة وتقديمها مجموعة من أشهر أغانيها، لم تنجح في تهدئة الأجواء، خصوصا بعد أدائها بتقنية “البلاي باك”، ما زاد من استياء الجمهور الذي كان يأمل في أداء حي يليق بالليلة الختامية.
وأعرب العديد من الحاضرين والنشطاء الثقافيين عن خيبة أملهم، مؤكدين أن اختلالات التنظيم تعد تراجعا كبيرا مقارنة بالدورات السابقة. كما طالبوا بفتح تحقيق لمحاسبة الجهات المنظمة ومراجعة هيكلة المهرجان لضمان معايير السلامة والاحترام الجماهيري في المستقبل.
جدير بالذكر أن الدورة الحالية من “موازين” عرفت سلسلة من الانتقادات المرتبطة بضعف الحضور الجماهيري في بعض العروض، وأعطال تقنية أثرت على جودة الفقرات الفنية، في مؤشر على ضرورة إعادة تقييم شامل لطريقة تدبير هذا الحدث الفني البارز.