صوت العدالة- عبدالنبي الطوسي
المجلس الوطني لمنظمة النساء الحركيات: محطة ناجحة ترسخ لشراكة وقيادة نسائية فاعلة.
شكلت الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني لمنظمة النساء الحركيات، المنعقدة تحت شعار “المرأة الحركية: شراكة وقيادة من أجل البديل الحركي”، محطة مفصلية وناجحة بكل المقاييس في مسيرة حزب الحركة الشعبية. وقد عرفت هذه الدورة حضورًا وازنًا وكبيرًا لمناضلات الحزب من مختلف ربوع المملكة، مما يعكس الدينامية القوية والانخراط الفعال للمرأة الحركية في صلب العمل الحزبي.
وقد كان لكلمة السيدة إيمان نوري، رئيسة المجلس الوطني للمنظمة، وقع خاص وأثر بالغ في نفوس الحاضرات. حيث استعرضت بعمق الرؤية الاستراتيجية للمنظمة ودورها المحوري في تحقيق “البديل الحركي” المنشود. وقد تجسدت في كلمتها معاني الشراكة الحقيقية والقيادة النسائية المستنيرة، مؤكدة على أن المرأة الحركية ليست مجرد رقم في المعادلة الحزبية، بل هي شريك أساسي وقوة دافعة قادرة على المساهمة الفعالة في صياغة مستقبل الحزب وتقديم بدائل مبتكرة للتحديات الراهنة. لقد كانت كلمتها بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم، ألهمت الحاضرات وعززت لديهن الشعور بالمسؤولية المشتركة والالتزام بتحقيق أهداف المنظمة.
إن النجاح الباهر لهذه الدورة، و الذي تجسد في الحضور النوعي والكمي للمناضلات، يؤكد بجلاء على حيوية المجلس الوطني لمنظمة النساء الحركيات برئاسة الدكتورة إيمان نوري وقدرتها على استقطاب وتعبئة قواعده. كما يعكس هذا الحضور القوي الإيمان الراسخ لعضوات المجلس الوطني بأهمية دورهن في بناء مستقبل أفضل للحزب والوطن.
رسالة قوية: الأولوية لأبناء الحزب في القيادة
لقد كان الحضور الوازن و اللافت للأمين العام و القيادات الوطنية للحزب في هذه الدورة بمثابة رسالة قوية تبعث على الأمل، و تؤكد على مبدأ أساسي و هو أن الأولوية والأحقية في قيادة التنظيمات الحزبية، سواء على المستوى الوطني أو المحلي، يجب أن تكون لنساء ورجال الحزب الذين أفنوا سنوات من عمرهم في خدمته ونضالاته، و ليس لغيرهم أو لمن قد يلتحقون بصفوفه في مراحل متأخرة.
إن هذا المبدأ يرتكز على أسس راسخة من التقدير والاعتراف بجهود المناضلين والمناضلات الذين تحملوا المسؤولية في أصعب الظروف وساهموا في بناء صرح الحزب عبر سنوات طويلة من العمل الدؤوب والتضحيات الجسام. هؤلاء هم الذين يمتلكون المعرفة العميقة بتاريخ الحزب وقيمه ومبادئه، وهم الأقدر على فهم تحدياته ورهاناته المستقبلية.
إن منح الثقة لأبناء الحزب في تولي المناصب القيادية يمثل أيضًا استثمارًا في الرأسمال البشري الداخلي، و يعزز من الشعور بالانتماء والولاء للمؤسسة الحزبية. كما أنه يشكل حافزًا قويًا لباقي المناضلين والمناضلات لبذل المزيد من الجهد والعطاء، إيمانًا منهم بأن مسارهم النضالي سيُقدر وسيُتوّج بالمسؤولية متى حانت الفرصة.
على النقيض من ذلك، فإن إعطاء الأولوية لمن هم خارج سياق الحزب وتاريخه قد يثير تحفظات وشكوكًا لدى المناضلين القدامى، ويُضعف من الروح المعنوية والتماسك الداخلي. كما أنه قد يفتح الباب أمام حسابات أخرى لا تخدم المصلحة العليا للحزب.
إن التأكيد على هذه الأولوية ليس دعوة للانغلاق أو رفض الكفاءات الجديدة، بل هو دعوة إلى تفعيل مبدأ الاستحقاق داخل الحزب، وإعطاء الأولوية لمن أثبتوا جدارتهم والتزامهم عبر مسارهم النضالي. إن الحزب الذي يكرم أبناءه ويمنحهم الفرصة للقيادة هو حزب قوي ومتماسك وقادر على مواجهة التحديات بثقة وثبات.
ختامًا، يمكن القول إن المجلس الوطني لمنظمة النساء الحركيات كان محطة بارزة أكدت على الدور المحوري للمرأة الحركية في مشروع “البديل الحركي”، ووجه رسالة قوية حول ضرورة إعلاء قيمة المناضلين والمناضلات الأوفياء ومنحهم الأولوية في قيادة مسيرة الحزب نحو المستقبل.




