الرئيسية أحداث المجتمع للسنة الثانية على التوالي: ثانوية محمد عابد الجابري بمول البركي تحقق نسبة نجاح 100% في البكالوريا – نموذج رائد للتميز في العالم القروي مول البركي – إقليم آسفي

للسنة الثانية على التوالي: ثانوية محمد عابد الجابري بمول البركي تحقق نسبة نجاح 100% في البكالوريا – نموذج رائد للتميز في العالم القروي مول البركي – إقليم آسفي

images 33
كتبه كتب في 14 يونيو، 2025 - 10:04 مساءً

مرة أخرى، يبرهن تلامذة جماعة مول البركي القروية على أن التميز الدراسي ليس حكرًا على المدن الكبرى، بل هو ممكن وقائم في عمق المغرب القروي. فقد تمكنت ثانوية محمد عابد الجابري التأهيلية، الكائنة بجماعة مول البركي التابعة لإقليم آسفي، من تحقيق نسبة نجاح كاملة بلغت 100% في امتحانات البكالوريا لدورة 2025، وللسنة الثانية على التوالي، في إنجاز تربوي استثنائي يُعدّ مصدر فخر واعتزاز.
ووفقًا للمعطيات الرسمية الصادرة عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، فإن جميع المترشحين والمترشحات من المؤسسة قد اجتازوا الامتحانات بنجاح منذ الدورة العادية، مع حصول نحو 97% منهم على إحدى الميزات (مستحسن، حسن، حسن جدًا)، وهو ما يدل على الأداء الجيد للتلاميذ، ويعكس جودة التأطير التربوي والتحفيز داخل المؤسسة.
هذا التميز لم يكن محض صدفة، بل هو ثمرة تنسيق وتكامل بين عدة جهات فاعلة:
• وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من خلال توفير الأطر التربوية والتأطير الإداري اللازم؛
• السلطات الإقليمية والمحلية، التي لعبت دورًا مهمًا في توفير الدعم اللوجستي والتنظيمي، لاسيما عبر برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ساهمت في تقليص الفوارق وتحسين ظروف التحصيل؛
• جماعة مول البركي، التي كان لها دور حيوي في ضمان النقل المدرسي، خصوصًا للفتيات القرويات، ودعم برامج المواكبة التربوية، من التعليم الابتدائي إلى الثانوي؛
• مندوبية الشؤون الإسلامية، من خلال تتبع تعليم الأطفال في الكتاتيب القرآنية، مما عزز قدراتهم اللغوية ومهاراتهم الدراسية في المراحل اللاحقة
ويُعدّ هذا الإنجاز أكثر تميزًا بالنظر إلى المعدل الوطني للنجاح في امتحانات البكالوريا برسم سنة 2025، والذي بلغ 66.80% فقط، مما يجعل من ثانوية محمد عابد الجابري نموذجًا يُحتذى به على الصعيد الوطني، ويؤكد أن النجاح لا يرتبط بالموقع الجغرافي، بل بتوفير بيئة تعليمية مشجعة وداعمة.
هذا النموذج الناجح في مول البركي يُبرز بجلاء أن الاستثمار في التعليم بالعالم القروي، خاصة عبر النقل المدرسي، الدعم التربوي، والاهتمام بالفئات الهشة، يمكن أن يُحدث تحولًا حقيقيًا في المسار الدراسي للتلاميذ، لا سيما الفتيات القرويات.
إن ما تحقق بجماعة مول البركي هو انتصار فعلي للمدرسة العمومية، ودليل على أن الإرادة المجتمعية، حين تتكامل مع السياسات التربوية، تُثمر نتائج ملموسة، وتمنح أبناء وبنات المغرب القروي فرصة عادلة للنجاح والتميز.
تحية تقدير وامتنان لكل الأطر الإدارية والتربوية، ولجميع الشركاء المحليين والإقليميين، ولأسر التلاميذ، الذين آمنوا بقدرة المدرسة على إحداث التغيير، وجعلوا من النجاح واقعًا ملموسًا لا مجرد طموح.

1000261378
مشاركة