لحظة تأمل .. دروس الأزمة

نشر في: آخر تحديث:

إدريس قدّاري؛فاعل مدني وإعلامي
يقولون ما لا يفعلون.. يتظاهرون بالجد والعمل وهم لا ينتجون.
يتربصون يبرمجون.. فقط لأنهم للكعكة والربح يطمحون.
يتبادلون الأخبار والتقارير… يصنعون البلاغات والقوانين وهم مندسون.
يصفقون كالكراكيز ويقفزون.. يدعون للإجماع وهم صاغرون أومنبطحون.
هم الأفاعي تنشر السموم.. هم لقطاء ومن الإمبريالية الوحشية ينحدرون.
يعصرون جهد العمال والعموم.. ويرهنون البلاد لأنهم رجعيون.
يدعون الريادة ويحلمون.. هم بيادق أسيادهم لا يفقهون.
يستغلون الناس وللأمر لا يبالون.. يصنعون الفقر والمآسي ويضحكون.
هم العصابة المتجددة لا يرحمون.. هم الهم المتخفي ولا يحتشمون.

هم وهم أنواع وألوان من الانتهازيين الذين يخربون الوطن ويمتصون عرق جبين الأشقياء بلا رحمة ولا شفقة.. يبدعون لمحاصرة الأمة وتقييد الشعب وجودا وكينونة.. ويطمعون لتحويل كل شيء لدائرتهم الخاصة..
وإن كانت أزمة كورونا؛ فرصة تاريخية للتصالح، للتنمية، لرد الاعتبار، للبناء، للتغيير الإيجابي…، لكن خرجات البعض وسلوكاتهم الرعينة لا تنقضي. ونحن لازلنا والأمل صديقين صادقين لا ننحني.. ونقول، تبعا لما قلنا، أنه وجب وقف النزيف كالتالي:

1- لتتحمل مختلف السلطات مسؤوليتها التاريخية أمام الشعب المغربي، عبر تشديد المراقبة على الشركات والمؤسسات العمومية والخاصة للقيام بواجبها، المادي والمعنوي، اتجاه الوطن والمواطنين/ات لتجاوز الأزمة، مادامت هذه المؤسسات قائمة حتى اليوم؛
2 . لتتحمل السلطات المعنية مسؤوليتها في الإرتجال وتدبير شؤون البلاد.. ومسؤوليتها في التنكيل وسوء معاملة العباد..؛
3- على السلطات المعنية أن تقوم بالمراقبة الصحية والقانونية للشركات والمؤسسات التي لم تتوقف عن مزاولة أنشطتها، وما يلزم من تصحيح الأوضاع وإنزال العقوبات على حالات النشاز.. وبالمقابل مكافئة معنوية لمن يستحقون؛
4 – على السلطات المعنية أن تلزم المؤسسات بتقديم تقارير ميدانية دقيقة وشهرية عن سير أشغالها وظروف عمل موظفيها ومستخدميها؛ وليست تقارير مركزية عامة قد تحجب الحقائق وتتلاعب بالمعطيات والأرقام، مع إشراك الشركاء الإجتماعيين، من نقابات وممثلي العمال والأجراء، في مراقبة هذه التقارير وإبداء الرأي فيها؛

5 – وبعد الأزمة، ندعو الدولة أن تتحلى بالجرأة الكافية والإرادة السياسية اللازمة وذلك بالاعتكاف على إعادة النظر في القوانين والإجراءات التنظيمية لكل الكيانات المؤسساتية التي لا تمثل إلا نفسها ولا مردودية للشعب من وجودها، ولا تساهم إلا في صب الزيت على النار وتأزيم الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية وحتى الثقافية والسياسية وتعطيل عجلة التنمية بالبلاد؛
6- وبعد الأزمة، نحلم بمؤسسات مواطنة، في الواقع الملموس وليس مجرد شعارات لتلميع الواجهات.. وأشباح تلهف خيرات وموارد البلاد.
7- وبعد الأزمة، نحلم بمؤسسات تحترم موظفيها وشغيلتها، وتعطي لكل ذي حق حقه.. وتختفي الزبونية والمحسوبية وسياسة فرق تسد.. مؤسسات تتفاعل مع نبض شركائها؛
8- وبعد الأزمة، نحلم بوطن يتسع للجميع، وبمؤسسات تدار وتدبر من طرف الكفاءات البشرية الموجودة محليا وليست المجلوبة خارجيا…

اقرأ أيضاً: