بقلم: عبد السلام اسريفي
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً لإعلانات مشبوهة تَعِد الشباب بالهجرة السهلة نحو الخارج، مستغلة أوضاع البطالة وانسداد الأفق لدى فئات واسعة، خاصة أولئك الذين انقطعوا عن الدراسة أو لم يتمكنوا من الحصول على تكوين مهني يؤهلهم لسوق العمل.
يعمد أصحاب هذه الصفحات إلى الترويج لنماذج “ناجحة” افتراضية ومفبركة، لتغذية أحلام الشباب الباحث عن فرصة أفضل، ودفعهم إلى الاندفاع نحو عروض مغرية في ظاهرها، لكنها في جوهرها مجرد فخاخ للنصب والاحتيال.
ويغفل كثيرون أن جميع الدول التي تستقبل اليد العاملة الأجنبية تفرض شروطاً دقيقة، ترتبط أساساً بالكفاءة المهنية، وإتقان اللغة، والقدرة على توفير وثائق قانونية يصعب على الفرد العادي الحصول عليها بسهولة. ورغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها أوروبا وتداعياتها المباشرة على سوق الشغل، لا يزال “بائعو الأوهام” يواصلون نشر محتوى مضلل ومقاطع خادعة، لإيهام الشباب بفرص عمل سريعة ومضمونة.
هذا الوضع يفرض على الجهات المختصة فتح تحقيق معمق لتعقب هذه الحسابات الوهمية وكشف أصحابها، حمايةً للشباب من الوقوع في براثن النصب، خصوصاً أن كثيراً من الضحايا يضطرون إلى الاستدانة وتكبّد مبالغ خيالية أملاً في بلوغ “الحلم الأوروبي”، قبل أن يكتشفوا أنهم كانوا ضحية لوهم كبير.

