الرئيسية حوادث لامين جمال….اللاعب الذي لم يدر ظهره للماضي، واشترط حضور جدته المغربية قبل تجديد العقد مع “البارصا”

لامين جمال….اللاعب الذي لم يدر ظهره للماضي، واشترط حضور جدته المغربية قبل تجديد العقد مع “البارصا”

0 235625 large
كتبه كتب في 18 يوليو، 2025 - 11:35 صباحًا

بقلم: عبد السلام اسريفي

أرادت الحياة أن تخلق من طفل وُلد نتيجة زواج مختلط، وفي ظروف صعبة واستثنائية، قصةً ملهمة يُحتذى بها. طفلٌ كُتب له أن يصير نجماً عالمياً، تتحدث عنه وسائل الإعلام، وتلهج باسمه جماهير الكرة في كل مكان.

إنه لامين جمال، اللاعب الإسباني من أصول مغربية، الذي تألق مع نادي برشلونة والمنتخب الإسباني، وحقق أرقاماً مذهلة وهو لم يُكمل بعد عامه الثامن عشر. أصبح ظاهرة كروية يتغنى بها الجميع، واختار تمثيل إسبانيا بدلاً من بلد والده، لأسباب لا يعرف تفاصيلها سوى هو.

قبل أن يُجدد عقده الأسطوري مع برشلونة، اشترط لامين على إدارة النادي حضور جدته المغربية حفل التوقيع التاريخي. كانت في زيارة إلى المغرب، لكن طلبه قُوبل بالترحيب، لأن رئيس النادي يعرف جيداً مكانة الجدة في قلب لامين، وأثرها في استقراره النفسي.

منذ طفولته داخل أسوار “اللاماسيا”، تدرّج لامين في صفوف النادي الكتالوني، محققاً أرقاماً قياسية في كل فئة لعب لها. ومع ذلك، لم ينسَ أصله ولا عائلته، لا من جهة والدته ولا من جهة والده. فقد ساعد الجميع بسخاء، بعدما عاش طفولة قاسية، إلى جانب والديه ثم جدته التي لازمته كظله، وكانت تحضر تدريباته وترافقه في تنقلاته، وقدّمت تضحيات كبيرة كي يستمر في مسيرته داخل النادي.

اليوم، وبعد أن أصبح اسمه لامعاً، لم يدر ظهره للماضي، بل حمل على عاتقه مسؤولية رد الجميل لكل من دعمه في أصعب الظروف. لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان إنساناً حقيقياً، وطفلاً ناضجاً قبل الأوان، تحمّل أعباء أسرة مفككة، وقرر أن يكون صمام الأمان لها.

لامين جمال، لم ينسَ أنه ابن الهجرة غير النظامية، وأن رحلته بدأت من معاناة طويلة، لكنه حولها إلى قصة نجاح، تُثبت أن العظمة لا تولد من الراحة، بل من الألم والتحدي والإرادة.

مشاركة