بقلم : أمينة لامة
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يارسول الله ما النجاة ؟ قال صل الله عليه وسلم : (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك) رواه أبو عيسى الترميذي في سننه.
المتأمل في حديثه عليه أفضل الصلاة والسلام يتضح له أن الإسلام لم يترك لنا كبيرة ولا صغيرة إلا علمنا إياها وربانا على كيفية التعامل مع كل طارىء ومستجد ، حيث أننا نستنتج من الهدي النبوي أن الأمر يستدعي إذن التطبيق والاستجابة لتعليمات أولي الأمر والمسؤولين وذوي الاختصاص من غير تعنت ولاتمرد ولاتبرم ، وحتى إن لم يكن من أجلنا وخوفا على أنفسنا ، فنحن مجبرين على عدم الاستهتار بصحة وأرواح الآخرين ، مجبرين على تنفيذ كل التعليمات التي نتلقاها من الجهات المسؤولة ، مع عدم ترويج الخزعبلات والإشاعات الغير موثوق منها ، حديثه عليه ألف صلاة وسلام جمع بين الحذر والحيطة ، مع عدم طلق العنان للسان بالذي لايجب قوله والتحدث به وعنه ، مع التوبة والبكاء والدعاء ، ولزوم البيت ليس هرعا وخوفا من الفيروسات والامراض والأوبئة فحسب بل للتفكير أيضا فيما يجب فعله فهذه منحة ربانية نبوية للهدوء وإعادة الحسابات مع توخي الحذر ، فبالتفكير الصحيح والتدبير الحسن نهتدي إلى بث التفاؤل والطمأنينة بالقلوب مهما كان الأمر لأن الخوف أشد مرارة على القلوب .
☆الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف☆، ☆ لاتحزن☆، ☆لا تقنطوا☆، ☆فما ظنكم برب العالمين☆ آيات قرآنية وأحاديث نبوية كلها تدع إلى عدم إرهاق الأنفس بالخوف والضجر ، بل التبشير بالخير وعدم تهويل الأمور والأحداث خاصة في الظروف الصعبة الحرجة المتأزمة ، وهذا ديننا الحنيف يعلمنا حتى وإن دخلنا على مريض مرض الموت نطيل له في العمر بالتفاؤل والدعاء وتبشيره بالشفاء مع طول العمر في الصالحات ، ☆إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ☆، آية عظيمة تزف البشرى بزوال كل هم وغم ، والعاقل من يعرف ان دوال الحال من المحال.
( الخير في أمة محمد إلى يوم القيامة) ، من الواجب ومن جبر الخواطر والتآزر والتضامن والتطوع مشاركة الأقارب وذوي الارحام خاصة والجيران والفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام عامة مشاركتهم الطعام وكل الاحتياجات الضرورية عوض التكديس، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه .
أغلقت المساجد وانفطرت قلوب الكثير من الناس المصلين ودمعت اعينهم لدرجة الوهن ومن باب التوعية والتحسيس والتنفيس والتعريف بسماحة ديننا وهدي النبوة ان الرسول الأمين قال: ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ماكان يعمل صحيحا مقيما) طبعا إن كان من عادته أن يصلي مع الجماعة ، لنزرع التفاؤل مع رحمة الله تعالى ومغفرته، بدل الخوف والحزن والوعيد ،ولنساعد ما استطعنا بروح المسؤولية وحب الوطن ، فبالطمأنينة والوعي والوطنية والدعاء والتوبة نحمي بلادنا من الهلاك ،《اللهم ارفع عنا البلاء مع نزول السكينة في القلوب 》وليعلم الجميع أن الله يستحي ان يرد دعاء عبده .
كورونا والهدي النبوي
كتبه كتب في 17 مارس، 2020 - 9:11 مساءً
مقالات ذات صلة
30 يناير، 2025
افتتاح السنة القضائية 2025 بمحكمة الاستئناف بالناظور وسط تأكيد على تعزيز الثقة والنجاعة القضائية
صوت العدالة : محمد زريوح شهدت محكمة الاستئناف بالناظور، يوم الخميس 30 يناير ، افتتاح السنة القضائية 2025، بحضور مكثف [...]
29 يناير، 2025
كلمةالسيد الرئيس الأول لدى محكمة الإستئناف بأكادير بمناسبة افتتاح السنة القضائية 2025
الرئيس الأول 2025 تحت شعار: فعالية قضائية تعزز الثقة والمصداقية المملكة المغربية المجلس الأعلى السلطة القضائية محكمة الإستئنافبأكادير الرئيس الأول أكادير [...]
29 يناير، 2025
كلمة السيد الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بأكادير بمناسبة إفتتاح السنة القضائية 2025
صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله كلمة الوكيل العام للملك بمناسبة 2025 بمحكمة الاستئناف بأكادير في 28 رجب 1446 الموافق لـ 29 يناير 2025 بسم الله الرحمن الرحيم [...]
29 يناير، 2025
29 سنة سجناً في قضية تزوير عقار ببوسكورة
صوت العدالة من الدار البيضاء أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء أحكامًا بالسجن النافذ بلغ [...]