الرئيسية غير مصنف كملات الباهية”.. حكاية مثل شعبي خالص من عمق التاريخ…

كملات الباهية”.. حكاية مثل شعبي خالص من عمق التاريخ…

ghy.jpg
كتبه كتب في 23 فبراير، 2019 - 11:19 صباحًا

 

صوت العدالة  بقلم : السباعي/سقراط

“كملات الباهية”..مثل مغربي عريق اصيل، يطلق عادة على سبيل السخرية والتهكم من وضع يزداد سوءا بعد أن كان سيئا في الأصل، ولهذه المقولة أو المثل الشعبي حكاية ذات إرتباط وثيق بمدينة النخيل مراكش، وهي القصة ذاتها التي تناقلتها الألسن عبر الأجيال وحكتها في الحلقة بجامع الفنا، وذلك على الرغم من عدم ورودها في أي كتاب أو مصدر يعني بمسائل التاريخ والتراث، لكنها تبقى ضاربة في جذور العراقة…

أحمد بن موسى الشرقي ـ الاسم الحقيقي لشخصية حملت لقب “باحماد”ـ عرف بالشدة والحزم في سائر أمور حياته ، وهو ما أهله ليشغل منصب الحاجب ثم الصدر الأعظم إبان عهد السلطانين محمد الرابع والحسن الأول..لعب دورا لا يستهان به في تنصيب السلطان عبد العزيز الذي كان ما زال في سن مبكرة عندما اعتلى العرش.

كان باحماد شديد الشغف بفتاة اسمهى “الباهية” ابنة “عباس بن داوود” باشا مراكش قبل عصر آل الڭلاوي، وهنا تقول الروايات أن حال باحماد تبدلت تماما بعد زواجه من “الباهية”، حيث سيطرت عليه تماما فكرة تشييد قصر الباهية تعبيرا عن مدى حبه لها، وهو الذي انتدب من أجل هذه المهمة أمهر الصناع والحرفيين من شتى بقاع المغرب.

باحماد الرجل الصارم الحازم ..صار أكثر تساهلا في ما يخص أموره الشخصية، فهو بمر على القضايا مرور الكرام بعد أن كان لا يسمح “للبق أن يزهق” في سائر شؤونه، وكانت العذر والكلمة الملازمة للسانه في تدبير الأمور وحل النزاعات ..غير بلاتي”حتى تكمل الباهية”!!!! أي حتى يكتمل القصر ليتفرغ بحزم مجددا لباقي الأمور ـ الحديث هنا عن باحماد .

لكن القدر كان أقسى عليه مما كان يتصور، إذ أنه سيتوفى قبل أن يشهد نهاية الأشغال بالقصر/المعلمة التحفة أومشروع العمر، لكن الأنكى من ذلك أن مآل صهره عباس بن داوود وابنته الباهية لم يكن أحسن حالا، فالباشا القوي تم نزعه من منصبه وصلاحياته، بل ونفي خارج المدينة، فيما “الباهية” زوجة باحماد لم تصمد طويلا لتلتحق بزوجها في الرفيق الأعلى بعد سنتين فقط من وفاته…ومن يومها صارت “كمالة الباهية” مضربا للأمثال ..الحاصول بلاتي تكمل الباهية.

مشاركة