الرئيسية أحداث المجتمع كلمة السيد الوزير أخنوش خلال مؤتمر مراكش تحت شعار:الفلاحة، رافعة لإنعاش الشغل و رخاء العالم القروي

كلمة السيد الوزير أخنوش خلال مؤتمر مراكش تحت شعار:الفلاحة، رافعة لإنعاش الشغل و رخاء العالم القروي

IMG 1449.jpg
كتبه كتب في 18 أكتوبر، 2018 - 3:38 مساءً

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

18 اكتوبر 2018

 

قصر المؤتمرات، مراكش

باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

 

السيد رئيس الكونفدرالية المغربية للتنمية الفلاحية والقروية

السيد رئيس فدرالية الغرف الفلاحية 

السادة رؤساء الغرف الفلاحية

السادة رؤساء الفدراليات البيمهنية

السيدات والسادة ممثلي القطاعات الوزارية

السيدات والسادة ممثلي وسائل الإعلام

الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جد سعيد بتواجدي في هذا اللقاء،

 

وسعيد بحضوركم جميعا من مسؤولين وفلاحين ومهنيين في قطاع الفلاحة في بلادنا،

 

أشكركم على تلبية الدعوة، وأرحب بكم في هذا اللقاء المهم، والذي يأتي في سياق خاص واستثنائي.

 

اجتماع اليوم يأتي مباشرة بعد الخطاب الملكي بمناسبة الدخول البرلماني الجديد، 

والذي خصص من خلاله جلالة الملك نصره الله،

حيزا هاما للقطاع الفلاحي وسبل تطويره وإعطائه نفسا جديدا،

يعزز مكتسبات الماضي والحاضر، ويجيب عن انتظارات الغد.

 

اليوم نحن مطالبون بالتفكير بشكل جماعي ومع مختلف المتدخلين في القطاع بتقديم خطوات واضحة وفعالة،

 

تجيب عن إشكاليات التشغيل وتحسين دخل ساكنة العالم القروي،

 

وخلق توازن سوسيو-اقتصادي بالقرى والبوادي خصوصا لدى فئة الشباب.

السيدات والسادة،

نجتمع اليوم بعد عشر سنوات من تنزيل مخطط المغرب الأخضر،

المخطط الذي حمل توجهات جلالة الملك نصره الله من أجل النهوض بالقطاع الفلاحي وتطويره،

وجعله أداة تلعب دورا رياديا للإقتصاد الوطني.

 

ونحن نشارف على انتهاء الأفق المرسوم لمخطط المغرب الأخضر،

 

تطرح تساؤلات لدى مهنيي القطاع والفاعلين عن المرحلة المقبلة للفلاحة الوطنية، وآفاق ما بعد المخطط.

———————–

نفتتح إذن فصلا جديدا من تطوير الفلاحة ببلادنا،

وبدعم وتوجيه مولوي يطمح لإعطاء دفعة جديدة للقطاع من خلال مجموعة من التدابير الدقيقة والفعالة….

التي توضح أن الفلاحة ببلادنا كانت وستبقى في صلب الاهتمام،

بل وسيترسخ دورها كرافعة أساسية لتحقيق التنمية ببلادنا،

وآلية لتحسين ظروف العيش والإستقرار بالبادية، وكخزانلتوفير فرص الشغل.

وما نداء جلالته نصره الله من أجل تعبئة مليون هكتار إضافية من الأراضي الفلاحية،

إلا دليل على ضرورة فتح إمكانيات أكبر للاستثمارفي العالم القروي واستقطاب فئات جديدة خاصة ضمن الشباب.

وفي هذا الصدد، ستنكب جميع المصالح الوزارية المختصة على العمل على تنزيل الآليات الضرورية لمواكبة هذه الخطوة، وذلك:

– بحصر الأراضي الممكن تعبئتها وتحديد إمكانياتها 

 

– نوعية الزراعات التي يمكن أن تشملها ومدى ملاءمتها للمناطق المتواجدة بها

 

– مع دراسة طرق وكيفية تمويل ومصاحبة المشاريع التي يمكن أن تقام عليها

 

كما أننا مطالبون بتقوية إمكانيات الفلاحينبمواصلة تحفيزهم على الإنخراط في تنظيمات مهنية وتعاونيات،

وتمكينهم من التكوين والتفكير في نماذج مبدعة وخلاقة كحاضنات المقاولات وتشجيع المقاولات الناشئة start up

… كل هذا خدمة للعالم القروي،

وسعيا لتهيئ الظروف التي من شأنها أن تسهم في انبثاق وتقوية طبقة وسطى فلاحية. 

نحن مطالبون أيضا بصياغة حلول فعالة لعدد من التحديات والإشكاليات،

المرتبطة بتنظيم الأسواق والشفافية في عملية التسويق ودعم المكاسب المحققة في القطاع.

 IMG 1448

السيدات والسادة،

إذا كان لقاء اليوم مناسبة للتفكير في مستقبل وآفاق القطاع،

فمن الضروري التوقف لتقييم حصيلة السنوات الماضية، والتطرق لما يمكن إنجازه.

لقاء اليوم، وقفة تأملية بامتياز،

سنبدأ من هذه اللحظة تدارس جميع الجوانب المتعلقة بهذه الحصيلة،

ومشاركة الأفكار والرؤى من أجل الإجابة عن تحديات المستقبل.

 

رهانات المستقبل تنبع من أهمية القطاع اليوم.

فبتشغيله 40% من الساكنة النشيطة، تعتبر الفلاحة خزانا واعدا للتشغيل،

خصوصا إذا ما تم توفير جميع الشروط الملائمة للشباب بالعالم القروي للإستقرار في القرى،

والإرتباط أكثر بالأراضي الفلاحية، من خلال مشاريع مدرة للدخل ومساهمة في خلق الثروة. 

من الضروري إذن أن يتم هذا التقييم من طرف المهنيين والمشتغلين بالقطاع بمصاحبة من المصالح الوزارية المعنية،

حيث سيتم تقديم جرد للمكتسبات بمنطق تشاركي ورؤية مندمجة، للعمل على تأسيس أرضية للنقاش.

——————–

لقاء اليوم يعتبر المرحلة الأولى من هذا التقييم،

وذلك عبر تدارس سلاسل الإنتاج وفحص عقود برامج السلاسل التسع عشرة،

الموقعة بين الفيدراليات البيمهنية والقطاعات الحكومية،

 

هذا على أن يتم تدارس الأبعاد الأخرى خلال محطات قادمة، ستهم الأبعاد الجهوية والإقليمية والموضوعاتية.

 

السيدات والسادة

اسمحوا لي قبل أن أقدم المعطيات الخاصة بحصيلة مخطط المغرب الأخضر،

بالتذكير بطبيعة الإصلاحات التي باشرها المخطط خلال السنوات العشر الماضية، 

وبأهميتها من أجل استشراف المستقبل.

طبيعة العمل خلال السنوات الماضية همت بالأساس معالجة مشاكل هيكلية، ترتبط مباشرة بطبيعة النشاط الفلاحي. 

القطاع عرف إصلاحات مؤسساتية مهمة ساهمت في ترسيخ اللامركزية،

وإصلاحات تشريعية وقانونية كانت سندا لا بد منه من أجل بدء المسار.

 

لا يمكننا إلا أن نسعد للتحسن الكبير الذي شهده إنتاج مختلف السلاسل،

ومن تحسين ظروف مرور المواسم الفلاحية، عبر تجويد الأسمدة والبذور،

وتطوير وعصرنة بنيات وطرق الري، وعبر جعل الفلاحة المغربية أكثر تأقلما ومقاومة للتغيرات المناخية.

كما أن القطاع اليوم يمكن أن يفتخر بمهنييهالذين تعبأوا على مدى سنوات وتنظموا،

حيث شكلت الغرف الفلاحية شريكا أساسيا وفعالا لإنجاح مخطط المغرب الأخضر،

من خلال توسيع تمثيليتها ودورها الإستشاري، وإعادة هيكلتها بما يتماشى مع مفهوم الجهوية المتقدمة.

 

ينضاف إلى ذلك، التقدم الذي تم فيما يتعلق بالتنظيم المهني،

وخاصة على صعيد تكوين الجمعيات البيمهنيةواعتماد مقاربة تعتمد على عقود البرامج في مختلف السلاسل الإنتاجية.

وأنا سعيد بكم اليوم وبحضوركم كممثلين للقطاع والفلاحين،

وأنتم تقدمون حصيلاتكم باحترافية ومهنية عالية، وتناقشون، من منطلق خبرتكم الميدانية، واقع القطاع ومستقبله.

 

السيدات والسادة

سأتقاسم معكم اليوم بعض المؤشرات الأولية، فكما تعلمون، المخطط لم يصل بعد إلى نهايته،

والتقييم لا يزال في بداياته،

وهذه الأرقام سيتم دمجها وتعزيزها في أفق طرح حصيلة نهائية.

ولكن بما أن القطاع الفلاحي اتخذ كتقليد إعطاء حصيلاتسنوية لمنجزاته،

ولأنه طور آليات للرصد والتتبع،

فهذه جملة من الأرقام المهمة التي يمكن أن تقدم صورة عامة عن القطاع بعد عشر سنوات من إطلاق مخطط المغرب الأخضر:

✓ لقد تطور الناتج الداخلي الخام للقطاع الفلاحي بمتوسط نمو سنوي قدره 5,25٪ ليصل ل125 مليار درهم في 2018، أي بزيادة 60٪ مقارنة مع سنة انطلاق المخطط.

 

✓ كان لتحسين الإنتاج والمردودية، دور هام في تحسين العرض وتنويع الشراكات التجارية، 

والانفتاح على أسواق جديدة؛ حيث تضاعفت قيمة الصادرات الفلاحية بين عامي 2008 و2017 لتصل إلى 33 مليار درهم.

✓ كما أولى مخطط المغرب الأخضر أهمية قصوى للبعد الاجتماعي، بفضل آليات متعددة،

حيث تمكن مليون و 100 ألف مستفيد،

أي حوالي ثلثين (3/2) من مزارعين وكسابين و مستثمرين،

من إيجاد الدعم والتمويل لمشاريعهم واستثماراتهم، على امتداد 10 سنوات الماضية.

 

✓ بالإضافة لذلك، فقد عمل مخطط المغرب الأخضر على مباشرة عدد من المشاريع تهم التهييئاتالهيدروفلاحية و المراعي و تلقيح الماشية وكذا عمليات التدخل للحد من آثار الجفاف و الثلوج، 

 

كان لها الأثر الإيجابي في مواجهة التغيرات المناخية والتخفيف من وقعها على الفلاحين.

 

✓ لقد مكنت الدفعة التي أعطاها المغرب الأخضر للفلاحة الوطنية من جعله مساهما رئيسيا في التشغيل ببلادنا بنسبة 40٪ على الصعيد الوطني:

القطاع خلق ما يعادل 250.000 وظيفة إضافية،

مع مضاعفة الدخل المتوسط للفلاحين وتحسين القيمة الإضافية المنتجة بالعالم القروي.

 

✓ ومن جهة أخرى فقد تم تحسين تغطية احتياجاتنا الغذائية،

بالوصول إلى 100٪ بالنسبة للفواكه والخضروات،

و98 إلى 100٪ للمنتجات الحيوانية (الحليب واللحوم والدجاج) 

وحوالي 50 ٪ للحبوب والسكر.

 

السيدات والسادة،

لقد قطعنا بكل تأكيد مسارا هاما في سبيل تطوير فلاحتنا الوطنية،

ولكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل في عدة أوراش.

 

كما أن هذه المكتسبات التي تم تقديمها، ستسمح بأنينهض القطاع الفلاحي بأدوار أكبر، 

وأن يكون مساهما فعالا وجزءا من الحل لإمتصاصإشكاليات تواجه المغرب اليوم وعلى رأسها تلك المتعلقة بالتشغيل،

وخلق توازن اجتماعي واقتصادي بالعالم القروي،

بالإضافة لدوره المستقبلي في انبثاق وتقوية طبقة وسطى فلاحية.

إذن فالقطاع لديه تحديات مهمة يجب أن ينكب عليها،

 

وليس لدي أي شك في قدرة فاعليه من غرف فلاحية وتنظيمات بيمهنية، وفي عزيمتهم على رفع هذه التحديات.

 

أشكركم مجددا على حضوركم جميعا، وتعبئتكم واستماعكم.

 

وفقنا الله لما فيه الخير لبلادنا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، وأسأل الله العلي القدير أن يكلل مجهوداتنا بالنجاح والتوفيق.

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مشاركة