الرئيسية أحداث المجتمع كلمة الأستاذ محمد بنعليلو، وسيط المملكة المغربيةفي الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس الإداري لجمعية أمبودسمان الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي

كلمة الأستاذ محمد بنعليلو، وسيط المملكة المغربيةفي الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس الإداري لجمعية أمبودسمان الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي

0f8ad2b6 a0c8 4907 8fd1 a265d4197898 scaled
كتبه كتب في 26 يونيو، 2024 - 3:30 صباحًا

الثلاثاء 25 يونيو 2024- مراكش

السيد رئيس جمعية أمبودسمان الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي؛
السيدات والسادة أعضاء المجلس الإداري للجمعية؛
حضرات السيدات والسادة الكرام؛
يسرني بداية، أن أرحب بكم جميعًا في هذا اللقاء الهام الذي يجمعنا اليوم بمراكش الحمراء، عاصمة النخيل، مراكش التاريخ والمحبة والسلام…
لقاء الأكيد أنه محطة من محطات العمل المشترك بين مؤسساتنا، لكننا نريده أيضا فرصة لتوطيد العلاقة بين جمعيتنا وبين محيطها الدولي، بما يتيح تقوية تنسيق تدخلاتنا في تقاطعاتها وتناغمها وتنوعها في سياق دولي شديد التعقيد، وذلك ضمن رؤية شاملة تساعد على بلوغ أهدافنا الموحدة، رغم تباين الاختصاصات وتنوع آليات التدخل المتاحة لكل منا، وبالرغم من أي اختلاف ثقافي قد تفرضه الزوايا التي ننظر من خلالها لفلسفة الدفاع عن حقوق الإنسان في شتى تجلياتها وأبعادها.

d9574494 a6c6 45f8 91ed 7cbbb1bae1de



فمرحبا بكم على أرض المملكة المغربية، في ضيافة مؤسسة وسيط المملكة، لنجدد معا وبالملموس مبادرات التعاون بين أعضاء جمعيتنا الفتية، ولنعزز مكانتها على الصعيد الإقليمي في مجال الوساطة المؤسساتية.
الصديقات والأصدقاء؛
الأكيد أن هذا اللقاء ليس مجرد لقاء عادي أحادي الاتجاه، بقدر ما هو مبادرة تنضاف إلى مبادرات التعاون القائم بين مؤسساتنا المحترمة، مبادرة تتيح تقوية تدخلاتنا المشتركة، في إطار فضاء حقوقي يتسع لاشتغال كل منا بفعالية ونجاعة لتحقيق النتائج المرجوة.

7bec5e03 f94d 448e 80c2 f7e2d1b75531

قد لا أكون مضطرا إلى التذكير بمجموعة من المسلمات والمبادئ التي تتأسس عليها فلسفة عمل أمناء المظالم، سواء تلك المستمدة من الشرعية التاريخية لتراثنا المؤسساتي الإسلامي، أو تلك التي جسدتها مبادئ باريس أو مبادئ البندقية، أو تلك التي أقرتها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، لكن أعتقد أننا كلنا مضطرون، في هذا التوقيت بالذات، لاستحضار ما يطبع هذا المجال من تطور ودينامية، سيما في ظرفية يواجه فيها العالم تحديات صعبة ومركبة شديدة التعقيد، تؤثر بشكل أو بآخر على فضاء الحقوق والحريات.

8a709600 21fa 4c1d 84a5 a1ba8ae21d57


نعم، السيد الرئيس، السيدات والسادة أعضاء مكتب جمعيتنا المحترمة، إن اجتماعات مجلسنا الإداري هي دائما فرصة لتقييم برامج عملنا الجمعوي ورسم خارطة طريق مستقبله، ومناسبة متجددة لإغناء ذكائنا الجماعي، ولتبادل المعلومات والتجارب في مختلف المواضيع التطويرية ذات الصلة بعمل مؤسسات الأمبودسمان، بل، ولم لا، ورش للتفكير المشترك في كيفية تفعيل ما يوفره الإطار الدولي من آليات لعمل الوسطاء، وبالتالي، هي محطة لمناقشة المبادرات الحقوقية الاستراتيجية التي يجب علينا أن نشتغل عليها، لزيادة الوعي بدور وعمل مؤسساتنا في حماية الحقوق وتعزيز الحكم الرشيد وسيادة القانون.
نعم، إننا نمثل أنظمة قانونية مختلفة في بيئات ثقافية مختلفة، لكن نحن أيضا نمثل مجتمعا منسجما في تقاسمه لقيم الدفاع عن الحقوق والحريات، من خلال عملنا اليومي والأساسي كمؤسسات أمناء المظالم بمرجعية إسلامية سمحة ومتنورة.

71131cc9 e8c6 4950 9a75 c64236541df5


الزملاء والأصدقاء؛
كما يوحدنا إطارنا الجمعوي الذي يجعل من ديننا الإسلامي السمح مرجعا أساسيا موجها لتدخلاته، يجب أن نلتف حول إطارنا الدولي لكي نمارس ولايتنا على درجة من المعيارية، باعتبارها مفتاحًا داعما لتعزيز استقلاليتنا وحصانتنا وذاتيتنا، وبالتالي، لتقوية قدرتنا على تحسين دعمنا للمؤسسات النظيرة في محيطنا الإقليمي.
الزملاء الأعزاء؛
لأننا نشهد زمن الأزمات؛ ولأننا نستحضر، بقوة وبقلق كبير، الأوضاع الحقوقية بالغة الخطورة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الأبي في غزة، وما يواكبها من مآس إنسانية أفقدته كل مقومات العيش الكريم، مما يجعل الوضع الإنساني كارثيا وغير مسبوق، يسائل الضمير البشري ويسائل إنسانية الإنسان حول طبيعة المعايير الدولية للحقوق والقيم التي يتم التعامل بها مع الموضوع؛ ولأننا نعي جيدا كون المرحلة التي يمر بها العالم هي مرحلة حرجة حقوقيا، كما هو واضح للجميع، بسبب النزاعات المسلحة، وانعكاسات الذكاء الاصطناعي …، مما ينذر بجيل جديد من الانتهاكات الجسيمة لقيم حقوق الإنسان عبر تمظهرات مستجدة (…..)؛ فإن الواجب يحتم علينا أيضا ضرورة البحث على أفضل السبل لمأسسة متطلبات “الحصانة” التي يجب أن يتمتع بها جميع أمناء المظالم في إطار الاضطلاع بولايتهم الحقوقية، ولتوسيع اختصاصاتهم وتطوير تدخلاتهم، ودعم أدوارهم في جميع أنحاء العالم.
لذا، أعتبر أن الوقت قد حان للاشتغال على المستوى الأممي لإعادة هندسة العلاقة بين مؤسسات أمناء المظالم والمنظومة الأممية لحقوق الإنسان. ما دام تنفيذ ولايتنا هو عنصر أساسي وجزء لا يتجزأ من الجهود الدولية المتواصلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 16 المتعلق بتطوير مجتمعات مسالمة، ومؤسسات فعالة خاضعة للمساءلة وشاملة للجميع.

6ed08796 66df 41c3 9b96 6e528f7fce48

السيدات والسادة؛
لأنني أعتبر مثل هذه اللقاءات ورشا للتفكير ومحطة من محطات التعاون البناء بين مؤسساتنا، وفق ما سطرناه من أهداف في وثائقنا التأسيسية، آمل أن نجعل من مخرجات اجتماعنا هذا أرضية عمل مشتركة للدفاع عن الحقوق، وفرصة نتقاسم فيها الانشغالات والاهتمامات والتطلعات.
وفي الختام، أود أن أعرب لكم جميعا، حضرات السيدات والسادة، عن شكري وامتناني على الدعم الذي أحطتم به وسيط المملكة المغربية في الانتخابات الأخيرة لأعضاء مكتب المعهد الدولي للأمبودسمان، وعبركم أوصل الشكر كذلك لكل منتسبي جمعيتنا المحترمة على مساندتهم ، وأؤكد لكم أننا اليوم واعون بكون التكتل وتوحيد الجهود ضرورة حيوية وحتمية لاستمرار أداء مؤسسات الأمبودسمان لأدوارها الحقوقية.
هذه، أيها السيدات والسادة، مجرد توطئة لنقاشات معمقة، لا أريد أن أستبد بالكلام فيها أكثر، خاصة وأني على يقين أن قدرتنا على تبادل ما نختزنه جميعا من أفكار ومدارك وتراكمات مهنية ومنهجية، نستطيع أن نغني تجارب مؤسساتنا ورصيد ممارساتها الجيدة.
وأقف عند هذا الحد، مفسحا المجال للسيد الرئيس والصديق العزيز الذي يبذل الكثير من الجهد لازدهار جمعيتنا، متطلعا في نفس الوقت إلى مناقشات مثمرة هادفة وبناءة تسهم في تعزيز دور جمعيتنا داخل مجتمع الأمبودسمان عبر العالم.
باسمي، وباسم جميع زميلاتي وزملائي في مؤسسة وسيط المملكة، أجدد الشكر لكم على تحملكم عناء السفر، وعلى حضوركم الشخصي لأشغال هذا الاجتماع، متمنيا لكم جميعا لقاءا مثمرا وغنيا، ومقاما طيبا بيننا في بلدكم الثاني المملكة المغربية.

f826b18c 47a4 4c91 82b0 38904926d22c

محمد بنعليلو
وسيط المملكة

مشاركة