صوت العدالة- عبد السلام العزاوي
اعتبرت الاستاذة قلوب فيطح رئيسة منظمة نساء حزب الاصالة والمعاصرة، نشر مدونة الأسرة بالجريدة الرسمية بتاريخ 05 فبراير 2004، شكل ثورة مجتمعية وقتئذ، الهدف منها إنصاف المرأة المغربية من مظاهر الحيف، التي كانت تتسم الممارسة القانونية بفعل تقادم مدونة الأحوال الشخصية وعجزها عن مسايرة التطور المجتمعي الحاصل.
وافادت الاستاذة قلوب فيطح، بانه بعد عقدين من تطبيق المدونة، عرف المجتمع المغربي تحولات كببرة بفعل عوامل اقتصادية واجتماعية وقيمية وديمغرافية شديدة التداخل، فأصبحت المرأة تلعب أدوارا طلائعية، بحكم مساهمتها في التنمية المحلية وفي الناتج الداخلي الخام للمغرب، فاصبحت مدونة الاسرة، عاجزة عن مواكبة الدينامية المجتمعية، لذالك كان لزاما، مراجعة النص وتجويده وملاءمته مع الواقع، بما ينصف المرأة ويصون كرامة الرجل، ويجعل المصلحة الفضلى للطفل فوق كل اعتبار.
وابرزت الاستاذة قلوب فيطح، في كلمتها الافتتاحية، بالندوة الوطنية المعنونة ب “رهانات إصلاح مدونة الأسرة دعامة أساسية لتعزيز ركائز الدولة الاجتماعية” المنظمة بمدينة الرباط،”،يوم السبت 25 نونبر 2023، من طرف منظمة نساء حزب الأصالة والمعاصرة،
بأن إسناد الإشراف العلمي على إصلاح مدونة الأسرة، لكل من: وزارة العدل، والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ورئاسة النيابة العامة، مع الإشراك الوثيق للمجلس العلمي الأعلى، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسلطة الحكومية المكلفة بالتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ثم الانفتاح على الهيئات وفعاليات المجمع المدني والباحثين والمختصين، يجسد بالملموس التكريس الأمثل والتنزيل السليم للمقاربة التشاركية، كما هي منصوص عليها في الفصل الأول من دستور المملكة، وقبلها خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لعيد العرش المجيد يوم 30 يوليوز 2022، وكذا الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشر بتاريخ 13 أكتوبر 2023.
وكشفت الاستاذة قلوب فيطح، بكون الخطابات الملكية السامية لصحاب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، شكلت محطة دستورية مهمة، عكست الإرادة الملكية السامية على ترصيد المكتسبات الحقوقية والقانونية والاجتماعية للأسرة، باعتبارها نواة المجتمع، وذلك بما يتماشى مع المستجدات القانونية والتشريعية والتحولات المجتمعية، بما من شأنه تعزيز مكانة المرأة في المجتمع المغربي، بعد المكتسبات التي تحققت في العديد من المجالات.
الشيء الذي يعكس حسب الاستاذة قلوب فيطح رئيسة منظمة نساء حزب الأصالة والمعاصرة،النقاش المجتمعي، المبين الاهتمام بقضايا المساواة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتنموية للمرأة والطفل والرجل، خاصة و مقاصد واهداف المدونة، تتوخى في جوهرها تعزيز هذه الحقوق لمكونات الأسرة المغربية على قدم المساواة.
كما اعتبرت الاستاذة قلوب فيطح المحامية بهيئة طنجة، قضية تعديل مدونة الاسرة، تعد محطة تاريخية، ستبقى شاهدة على الذكاء الجماعي للمغاربة، وتكرس انتصارهم المشترك للقيم المغربية الأصيلة المتعددة الروافد، وللقيم الإنسانية الكونية والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.
