الرئيسية غير مصنف قطيعة الماضي .. صراع الحاضر .

قطيعة الماضي .. صراع الحاضر .

IMG 20191023 WA0065
كتبه كتب في 23 أكتوبر، 2019 - 11:29 مساءً


كتبه : مصطفى أمجكال .

صوت العدالة


في الوقت الذي كان النقاش و الحوار مفروضا بين كل فئات المجتمع الواحد حول القضايا الكبرى و المصيرية ، كانت هناك القطيعة بين التيارات الفكرية و الدينية و السياسية باعتبار أن كل فئة تعاني من اللاقابلية للأخرى ، فنجد فئة المفكرين تغني داخل صالوناتها الفكرية و الأدبية التي اختارت لها الصورة الحضارية التقدمية الحداثية في مقابل فئة العلماء و الدعاة الذين يتمحور مدار نقاشهم حول الموروث الديني القديم ، و نادرا ما يصدرون فتاوى متفرقة في أمور جديدة تتعلق بالقضايا الفكرية ، فتاوى في أغلبها عبارة عن أحكام في حق أشخاص و اراء من زاوية دينية ضيقة ، و بين الفئتين فئة تناضل باسم الحقوق و الحريات ، تحمل من الأولى صورتها التقدمية و من الثانية معنى الهوية و الثوابت، لكن لا يوجد رابط يجمع الجميع على مائدة واحدة و لا توجد قابلية للحوار بينها و لا إمكانية الاستماع و الانصات – لعلهم يرحمون – .
تلك القطيعة صارت تظهر نتائجها عبر السنين و عبر التراكمات الفكرية و القضايا الحساسة التي أثيرت و لا زالت تظهر على مائدة النقاش اليوم ، فحينما فرضت الضرورة المجتمعية على الجميع الجلوس إلى مائدة واحدة ، و الحوار حول القضايا الوطنية المشتركة ، سرعان ما ظهرت نتائج تلك القطيعة القديمة في الجدال العقيم و الحوار الساخن و المقاطعات المتكررة و تبادل التهم و التخوين وصل إلى حد التكفير و التفسيق .
إن مجرد الاجتماع و التواصل اليوم و الجلوس إلى مائدة الحوار يعتبر ورشا مهما جدا من الأوراش التي ينبغي للدولة العمل عليها و تكوين أطر قادرة على إدارتها ، فأهميته لا تقل عن أهمية القضايا الوطنية الكبرى ، لأننا بحاجة إلى نتائج إيجابية و حلول مشتركة بين الجميع و ليس إلى مجرد اجتماع تغطيه عشرات وسائل الإعلام لنخرج في الأخير بمقاطع فيديو كلها سباب و شتائم و كيل للتهم و كأننا لسنا ابناء الوطن الواحد و نسعى جميعا إلى تقدمه و ازهاره .

مشاركة