قضايا في حقوق الإنسان

نشر في: آخر تحديث:

عبد المولى المروري

هي مجموعة من المقالات سأبدأ في نشرها بدءا من الأسبوع المقبل إن شاء الله، سأتناول فيها العديد من القضايا الحقوقية الوطنية والدولية.

قضايا في حقوق_الإنسان سيكون موضوعها الجانب النظري بمختلف التوجهات والمدارس الفكرية والسياسية التي جعلت من حقوق الإنسان مادة للدراسة والتحليل، والخروج بتصورات ومفاهيم جديدة، وكذا الجانب الواقعي وما تعرفه الساحة من أحداث ومشاكل ذات طبيعة حقوقية وطنيا ودوليا ..

لقد أضحت قضايا حقوق الإنسان في العقود الأخيرة مادة مركزية في معظم المحافل الدولية، بها يقاس التقدم والمدنية لدى الدول والشعوب، وهي أحيانا وسيلة للابتزاز السياسي والاقتصادي، وأحيانا أخرى وسيلة لكشف وفضح ممارسات وانتهاكات حقوقية تعري واقع الدول الاستبدادية والديكتاتورية.. وبالتالي فإن قضايا حقوق الإنسان سيف ذو حدين، وعلى من يعمل في هذا المجال أن يدرك بفطنته وذكائه وحسه الوطني الحدود الخفية.. والتقاطعات الغامضة بين تناول قضايا حقوق الإنسان من منطلق موضوعي وعلمي وحقوقي صرف، أو من منطلق الابتزاز والاستغلال السياسي والاقتصادي خدمة حسابات آخرين، سواء كانوا أعداء أو معارضين وحاقدين..

وتزداد الصعوبة عندما يكون تناول قضايا حقوق الإنسان في بلد تشوبه شبهة الانتهاكات الحقوقية وقمع الحريات، هذه الانتهاكات التي تزيد وتنقص حسب معطيات الوضع السياسي ومصالح الدولة وخياراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأثرها على عموم الشعب والمواطنين..

وهذه الصعوبة تزداد تعقيدا عندما تكون الدولة موضوع صراع جيوسياسي أو حدودي .. وموضوعة متابعة وتحت أنظار المنتظم الدولي والدول المجاورة .. كيفما كانت طبيعة هذه المتابعة .. حينها يكون الناشط في مجال حقوق الإنسان كالذي يمشي بين الكمائن والألغام .. إذا نجى من كمين سقط في لغم .. وكل مواقفه أو تدخلاته تصبح موضع تشكيك واتهام .. قد تستدعي التضييق والملاحقة ..

لذلك فالعاملون في مجال حقوق الإنسان هم الأكثر مراقبة ومضايقة من طرف الأجهزة، والأكثر غربة في وطنهم .. والأكثر عرضة للمحن والمشاكل الأمنية وغيرها .. تجعل حياتهم جحيما في وطنهم ..

ورغم ذلك، يبقى مجال حقوق الإنسان والاشتغال فيه من أعظم الأعمال في هذه الدنيا .. فهي رسالة إنسانية لما يحمل أصحابها من فضيلة الدفاع عن المظلومين وحقوقهم .. ومواجهة الظلم والاستبداد بكل أشكاله.. فكل ناشط في هذا المجال يحقق دعوة الله التي قال فيها : ولقد كرمنا بني آدم .. (الكرامة)، وأكدها الرسول الكريم في حديثه : الناس كأسنان المشط (العدالة)، وخلدها عمر بن الخطاب بقوله : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا (الحرية)..

هي قضايا حقوقية حتما ستكون حارقة .. لكن هي رسالة إنسانية بنفس علمي وواقعي .. تحمل شعار #كرامةعدالةحرية

اقرأ أيضاً: