فيلم “نايضة” لسعيد الناصري: جدل حول استنساخ الأفكار وغياب الإبداع

نشر في: آخر تحديث:

في عالم السينما، يُعَدُّ الابتكار والتجديد من أهم عوامل النجاح التي تجذب الجمهور وتبقيه متشوقًا لمشاهدة المزيد. ومع ذلك، فإن فيلم “نايضة” للمخرج المغربي سعيد الناصري أثار موجة من الجدل والانتقادات بسبب تشابهه الكبير مع فيلم “الإرهاب والكباب” للفنان المصري عادل إمام، مما أدى إلى اتهامات قوية بعدم الإبداع واستنساخ الأفكار.

حيث يروي فيلم “الإرهاب والكباب”، الذي أُنتِجَ في عام 1992، قصة مواطن مصري يُدعى أحمد يُقرّر التوجه إلى مجمع التحرير لإنجاز بعض الأوراق الحكومية، ولكن تتطور الأحداث بشكل غير متوقع عندما يجد نفسه وسط أزمة احتجاز رهائن بعد سوء فهم مع رجال الأمن، الفيلم يسلط الضوء على البيروقراطية الحكومية والفساد بأسلوب كوميدي ساخر.

في المقابل، يعرض فيلم “نايضة” قصة مشابهة تدور حول مواطن مغربي يواجه نفس الظروف تقريبًا في إحدى الدوائر الحكومية، مما يجعل المشاهدين يشعرون بأنهم يشاهدون نسخة مكررة من الفيلم المصري الشهير، ولكن في سياق مغربي.

عند إصدار فيلم “نايضة”، لم يتردد النقاد والجمهور في التعبير عن استيائهم من التشابه الكبير بين الفيلمين بعدما اتهم الكثيرون سعيد الناصري بعدم الابتكار والإبداع، معتبرين أن الفيلم لا يقدم أي جديد يُذكر مقارنة بفيلم “الإرهاب والكباب”،وأشار البعض إلى أن استخدام نفس الفكرة في سياق مختلف لا يُعدُّ ابتكارًا، بل هو استنساخ للفكرة الأصلية دون تقديم رؤية جديدة أو معالجة مبتكرة.

فصناعة السينما تعتمد على القدرة على جذب الجمهور وتقديم قصص جديدة ومثيرة تعكس تطورات المجتمع والتحديات التي يواجهها، فاستنساخ الأفكار قد يُضعف من جاذبية الفيلم ويقلل من قيمته الفنية، مما يؤدي إلى فقدان ثقة الجمهور والإضرار بسمعة المخرج.

فيلم “نايضة” لسعيد الناصري يُعَدُّ مثالًا على المخاطر التي تواجهها صناعة السينما عند غياب الإبداع والابتكار فالجميع يعلم أن استنساخ الأفكار قد يوفر حلاً سريعًا لإنتاج فيلم، لكنه على المدى الطويل يضر بجودة الأعمال الفنية ويقلل من تقدير الجمهور لها، لذا، يجب على المخرجين والكتاب العمل بجدية على تقديم محتوى جديد ومتميز يثري السينما ويُسهم في تطويرها بدل الدخول في اصطدامات جانبية مع المؤسسات المسؤولة من أجل إضفاء الشرعية على فيلم يمكن تصنيفه على أنه كوبي كولي لم يقدم أي جديد للسينما المغربية.

اقرأ أيضاً: