بقلم : اشرف احميني/ صوت العدالة
“عبدو عند الموحدين” هو فيلم للممثل و المخرج المغربي المقتدر “سعيد الناصري”، هذا الفيلم من الناحية الفنية يعتبر أول فيلم مغربي للخيال العلمي استعملت فيه وسائل تصوير متحكم فيها عن بُعد، أما من الناحية النقدية، فهو عبارة عن خلاصة لما بات عبارة عن واقع حال أضحت تعيشهه الأمة العربية في تدهور جل المجالات المرتبطة بالثقافة والطب والفنون، خلافا لحالها إبان القرن الثالث عشر الميلادي.
فهذا الفيلم كان بمثابة دعاية لجل المآثر التاريخية التي كانت ديكورات خارجية مثل قنطرة واد تانسيفت التاريخية و جامع الكتبية و قصر البديع و “طوالة بلارج”، و حتى منها الداخلية كقصر الباهية الذي صور على أنه مريستانا تعالج فيه جميع الامراض المنتشرة آنذاك و لقائه شخصيات نعرفها فقط في الافلام ك”إبن رشد الجد”. فمناظر هذا الفيلم تركت لنا طابع بالإنتماء لمدينة. مدينة تحول في بداية القرن الواحد و العشرين إلى أول وجهة سياحية عالمية بعدها بمدن أوروبية و أمريكية مرموقة و هي لندن و نيو يورك و باريس و روما و سان فرانسيسكو، و متبوعة بإسطنبول و لشبونة على التوالي، حسب تصنيف منظمة TripAdvisor العالمية.
في آخر لقطة في هذا الفيلم وعدنا المخرج سعيد الناصري” بجزئه الثاني، جزء لا ندري ما هي أحداثه أو القصة التي تتمحور حوله، أو أنه لم يجد إلى الآن قصة يمكن أن يعالجها. “عبدو مرضي مو” لا خوف عليه، فهو إبن الحي الشعبي الزاخر بالظواهر الاجتماعية التي لا تخلوا من طرائف، فإبتداءا من “درب دمنات” الذي يقطنه و والدته و أخوه الأصغر، إلى جميع أطراف المدينة الحمراء يمكنه ملاحظة ضاهرة الكاروات (العربات المجرورة) في زمن “الوجهة السياحية العالمية” تجوب شوارع المدينة القديمة و حتى الجديدة، عربات سوف يلاحظ أن من يقودها لا يعير إهتماما بالاشارات المرورية بل همهم الوحيد هو أن “يركبوا المرارة” لكل من إصتدمت سيارته أو شاحنته به، و المثير للضحك هو سباقهم الصباحي محملين بخضروات و فواكه قادمة من السوق المركزي متجهة لمختلف البائعين و هم يلوحون بسيطانهم في السماء كما لو أنهم يؤدون دورا في فيلم ويسترن من إخراج “كلينت إيست وود” في هذه الاثناء لا يمكنك كبح ضحك قد تجد أن أحدا ما جوارك قد “هجروه ليه” ! ….. مشهد ممنوع على أصحاب القلوب الضعيفة و السيارات و الشاحنات.
فرسان Lucky Luke، ألم يجد لهم أحد حل في “التعربيدة” التي يسيطرون بها على شوارع المدينة “العالمية” بدون حسيب و لا رقيب؟ فحتى شركات التأمين، لا تعترف بالصلح الودي “بعد طرطيق المرارة” الذي تجريه مع هذا الفارس، بدعوى أن عربته لا تملك “محرك”؟؟؟ أليست هذه الفئة هي من خصص لها مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟
أسئلة كثيرة نطلب من فناننا أن يعنون بها الجزء الثاني ب “Lucky Luke” عند الموحدين “