الرئيسية آراء وأقلام فلسفة رونار ورزانة كيروش ورصاصة بوحدوز

فلسفة رونار ورزانة كيروش ورصاصة بوحدوز

IMG 20180610 222402 1.jpg
كتبه كتب في 16 يونيو، 2018 - 9:29 صباحًا

 

محمد.جعفر / صوت العدالة

لاشك في أن القلة القليلة ممن يتتبعون شؤون كرة القدم الوطنية والإفريقية هم من نبهو على أن المنتخب الإيراني لن يكون باللقمة السائغة كما توقعها الكل، فعكس ما كان يروج ويسوق على أن الحلقة الأضعف في المجموعة الثانية هو المنتخب الإيراني، نسي البعض وممن أمنوا بهذه الفكرة على أن المنتخب الإيران يعد من بين أسهل المنتخبات تأهلا لمونديال روسيا وبفارق مريح.
إيران الفريق الذي لعب حسب إمكانياته التي يملكها، وبطريقته التي يتقنها، لم يجازف كما فعل خصمه المغربي، ولم يقم بتغيير ما ألفه وإعتاده ، فحقق الأهم وكان له الإنتصار بنفس الطريقة التي خطف بها عدة مباريات في غاية الأهمية، وكما يقولون النتيجة هي من تظل مسجلة وليس الآداء.
عكس الثعلب رونار ، الذي مافتئ يصرح أن كل تركيزه منصب على المباراة الأولى ضد خصمه الإيراني، والباقي يتم تدبيره حسب ظروف المجموعة، لذا فلا شك أن قوة التركيز على إيران والتفريط في ذلك،أفقده القدرة وجعله خارج السيطرة لقراءة صحيحة لمباراته الأولى، فأتى إلى الموعد المحدد مشتت الدهن مختلط الأفكار، فاقدا للبوصلة تائها في بحر الإختيارات،

من يعتقد أن بوحدوز هو من هزما فهو واهم ، ومن يؤمن بأن الحظ عاكسنا فهو أكثر وهما، الحقيقة أننا هزمنا من تلقاء أنفسنا ، فإن عدنا لأطوار المقابلة فلا يختلف جل المحليلين والضالعين في شؤون الكرة ، على أن المنتخب الإيراني كان يعلم ما يريد ويلعب وفق ما أراد ، منتخب لعب حسب إمكانياته الجماعية وليست الفردية، مدرب خبير كان يعلم متى يدافع ومتى يهدد، فكان الأقرب دائما لخطف الهدف في في أكثر من مناسبة،
عكس المنتخب المغربي ومدربه هيرفي رونار ، الذي دخل المباراة على غير عادته وبفلسفة إختيارات زائدة وكأن الخصم غير موجود، مدرب خاض مباراته بدون أي سيناريو محدد يوصله تدريجيا لهدفه المنشود ، متجاهلا كل الإحتمالات المتوقعة ،ضاربا عرض الحائط خبرة مدرب لعب ثلاث نهائيات مونديالية .

بوحدوز لم يكن مسؤولا عن هزيمة وقعها مدربه سابقا قبل إنطلاق صافرة البداية ، بوحدوز لم يكن هو من إختار الدخول بديلا للكعبي، الذي كان منفردا معزولا فاقدا للمد الهجومي اللازم، بوحدوز والى غاية الأمس كان خارج إختيارات الثعلب رونار في ظل توهج هداف تصفياته خالد بوطيب. هذا الأخير الذي كان الكل يتوقع أن يبدأ رسميا كما عهده الكل،

الهزيمة بدأت مند الإعلان عن اللائحة الأولية ، والتي أقصت عدة وجوه، كانت ستعطي التوازن لو إحترمت المعايير المعتمدة كرويا. فالإعتماد على ظهير أيسر وحيد ومثله في الشق الأيمن فهي خسارة قبل الأوان، إقصاء مهاجمين بصموا على علو كعب وسجل تهديفي عال كما هو الحال لوليد أزارو ويوسف العربي هدافي الدوري المصري و القطري والإكتفاء ببوحدوز والنصيري فهي بداية الهزيمة.

لذا فبوحدوز لا يغدو سوى كبش فداء للثعلب هيرفي رونار، الذي هزم نفسه بإختياراته ، وتغييره المفاجئ لما ألفه وإعتاده مع كثيبته المغربية

مشاركة